التوقيت الأربعاء، 04 ديسمبر 2024
التوقيت 09:40 م , بتوقيت القاهرة

أبشع 10 علاجات طبية من العصور الوسطى

أحد أكثر الميزات التي يتمتع بها عالمنا الحالي، هو التقدم الذي وصل إليه الطب وتقنياته، فيتمتع الأطباء حاليا بمعرفة جيدة للغاية بتشريح الجسم البشري وعلم وظائف الأعضاء، التي تمكنهم بمساعدة التقنيات والاختبارات الحديثة من دقة تشخيص الأنسجة والأعضاء المصابة، إلى جانب تطور وسائل التعقيم والتخدير، لتصبح العمليات الجراحية آمنة بدرجة كبيرة، وخالية من الألم.

يختلف الأمر كثيرا إذا كنت أحد الأشخاص الذين عاشوا في العصور الوسطى، حين كانت فكرة الذهاب للطبيب هي أسوء مخاوفك، بسبب العلاجات المؤلمة من الأدوات المدببة، والمواد الحارقة، والديدان مصاصة الدماء، والكثير من الأمثلة الأخرى، التي نستعرض 10 منها في السطور التالية.

عمليات "نقر الجمجمة"

لعلاج الصداع والاضطرابات النفسية، كان أطباء العصور الوسطى يلجؤون لعملية جراحية شهيرة تعرف بـ"نقر الجمجمة"، حين يضرب المريض على رأسه بآلة حادة لتخفيف الضغط على رأسه، يجمع بعدها الممرضون الأجزاء التي تهمشت من الجمجمة!

مرارة الخنزير والخل ونباتات سامة للتخدير

كانت وسائل التخدير بدائية للغاية خلال العصور الوسطى، لذلك كانت العمليات الجراحية تجرى دون تخدير، لتكون شديدة الألم، أو باستخدام خلطة من النباتات والخمور وغيرها من المركبات، التي للأسف قد تكون سامة وقاتلة!

وأحد أشهر خلطات التخدير إبان العصور الوسطى، تعرف بـ"Dwale"، التي كانت تصنع من مرارة الخنزير والخل والأفيون مع إضافة أوراق نبات الخس، ونبات الشوكران عالي السمية، ليتم بعد ذلك إضافة الخمور والنبيذ.

يمكنك تخيل ما قد يحدثه ذلك المزيج لشخص سليم بالأصل، وليس مريضا، لكن على أي حال، فقد توصل بعض أطباء العصور الوسطى لبعض المواد المخدرة المناسبة، على سبيل المثال، يعرف الطبيب السويسري، باراسيلوس، بكونه أول من استخدم "الإيثر" لتخدير مرضاه، لكنه للأسف لم يلق رواجا في عصره، ليعود اكتشافه في أمريكا كمخدر جيد، بعد 300 عام تقريبا.

الطقوس الدينية

كان الرهبان لفترات طويلة يتولون أمور الطب خلال العصور الوسطى، لأنهم وحدهم كانوا يستطيعون الوصول لأفضل كتب الطب العربية واليونانية، لكنهم أضافوا لعلاجتهم الكثير من الطقوس والخرافات.

على سبيل المثال كان الأطباء يتنبؤون إذا كان المريض سينجو من المرض، من خلال رفع أقرب صخرة من بيت المريض ومشاهدة ما بأسفلها، فيشير وجود الذباب أو الديدان إلى أن المريض على وشك أن يتعافى.

إبر حادة وسكاكين لعلاج "إعتام العين"

استعمل أطباء أوروبا في العصور الوسطى، أدوات حادة كالسكين أو الإبر، لعلاج إعتام العين أو الساد، فيدفع الجراح بالإبرة من خلال قرنية المريض ويواصل الدفع حتى ينتزع عدسة العين المصابة، لكن لسوء الحظ بعد كل هذا الألم، كانت أغلب تلك العمليات تبوء بالفشل، ويخسر المريض نظره نهائيا.

بعد وصول الأدوات العربية إلى أوروبا، زادت نسبة نجاح تلك العمليات بنسبة كبيرة، فقد كانت تمتعت الإبر العربية بفوهة صغيرة تعمل كماصة، لانتزاع عدسة العين المتضررة، دون إحداث أذى بأجزاء أخرى.

قسطرة معدنية لعلاج انسداد المثانة

بسبب غياب المضادات الحيوية، كانت من السهل أن تتسبب الكثير من الأمراض التناسلية في انسداد المثانة، ولعلاج تلك المشكلة، استخدام الأطباء أنبوبا معدنيا يشق طريقه من المجري البولي حتى المثانة، ليتم تفريغ البول.

كانت العملية شديد الألم، لذا كان الأطباء يستعينون بمجموعة من المساعدين لتثبيت المريض عند إجراء العملية.

ملاعق انتزاع "سنون السهام"

كانت السهام الحادة أحد أكثر الأسلحة المنتشرة في العصور الوسطى، فقد كان يمكنها أن تصيب الهدف من مسافة بعيدة وتحدث جروحا عميقة وخطيرة، وقد واجه مسعفو الحروب، معضلات كثيرة في علاج تلك الإصابات، خصوصا أنه يصعب سحب رأس السهم من خلال شده، لذلك استخدموا آلة تشبه الملعقة، صممها الطبيب العربي، أبو القاسم الزهري.

ويدخل المسعفون الآلة في الجرح لتحيط برأس السهم العالق، ومن ثم انتزاعه، ويلحق عملية  نزع السنون الكوي بمعدن ساخن كالحديد، لوقف النزيف.

الديدان مصاصة الدماء

ساد اعتقاد بين أطباء العصور الوسطى، أن الصحة الجيدة تتعلق بتوازن أربعة سوائل في الجسم، وأن اختلال ذلك التوازن من خلال زيادة أحد تلك العناصر يسبب المرض، لذا كان على المرضى أن يتخلصوا من كمية كبيرة من الدم لإعادة التوازن.

أحد أشهر الطرق المستخدمة لفعل ذلك، كانت استخدام ديدان العلق الطبي، التي تمتلك ماصتين صغيرتين يمكنها سحب الدم من عروق المريض، لإتمام جلسته العلاجية.

الولادة قد تؤدي للوفاة

كانت عملية الولادة، عملية عسيرة للغاية، فقد كان الرهبان يطلبون من النساء قبل الولادة، تحضير أكفانهم والتكفير عن ذنوبهم، خصوصا أنه يحتمل بشكل كبير ألا ينجو من العملية، وفي حال كان الجنين ميتا، تستخدم القابلات أدوات حادة لتقطيعه في الداخل، ومن ثم سحب تلك القطع مع سوائل الرحم.

حقن شرجية ضخمة من المعدن

الحقنة الشرجية عبارة عن عبوة دوائية لها امتداد أنبوبي طويل، يتم إدخاله في فتح الشرج لإيصال مادة دوائية إلى القولون أو المستقيم، وكان الأنبوب يصنع غالبا من المعدن، ومن خلال صب السائل الدوائي في العبوة التي تشبه الكأس ينتقل الدواء عموديا باتجاه الأنبوب ليصل إلى هدفه، وكان الماء الفاتر والخل هي أكثر السوائل العلاجية المستخدمة.

الكي بالنار لعلاج البواسير

عرف مرض البواسيير خلال العصور الوسطى بـ"لعنة فياكر" نسبة إلى للراهب الأيرلندي، فايكر، الذي يحكى أنه أصيب بالمرض نتيجة الكثير من أعمال الحفر في حديقته.

وفي أحد الأيام جلس فياكر على صخرة منحته علاجا سحريا للمرض، مازالت تلك الصخرة محفوظة حتى الآن، ويزورها الكثير من الناس، وقد استعملت الأحجار الحادة لعلاج المرض منذ تلك الحادثة، كما استخدم الكي بالحديد الحار لعلاج المشكلة.