بعد زيارة ترامب.. تعرف على القصة الكاملة لحائط "البُراق" الذي بكى أمامه
ارتبط بالتراث الإسلامي، وشهدت عليه رحلة الإسراء والمعراج، واغتصبه الصهاينة تنفيذًا لوعد بلفور، فأصبح يجمع بين المقدسات الإسلامية، والصلوات اليهودية، "حائط البراق أو "المغاربة" كما يُطلق عليه المسلمون، أو حائط المبكى، بحسب ما يصنفه اليهود.
ويعد الحائط هو المكان الوحيد بالعالم الذي يجمع بين طقوس ديانتين مختلفتين، فهو أحد جدران المسجد الأقصى، الذي يمثل أولى القبلتين، وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
واليوم زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حائط البراق خلال وجوده في الأراضي المحتلة، لتأدية الشعائر والصلاة اليهودية، ونرصد لكم القصة الكاملة لحائط البُراق "المبكى".
هو الحائط المُقدس الذي يحد الحرم القدسي الشريف من الناحية الغربية، ويمتد من باب المغاربة جنوبًا، حتى المدرسة التنكزية شمالاً بطول 50 مترًا، وارتفاع يقترب من 40 مترًا.
"النزاع الديني"
بالنسبة للمسلمين، ارتبط حائط "البُراق" بقصة الإسراء والمعراج، فبحسب بعض الرواة الذين نقلوا، أن النبي محمد ربط البراق - وهي الدابة التي ركبها - بهذا الحائط، وقت رحلته من المسجد الحرام إلى المسجد، ومن ثم دخل يصلي بالأنبياء بالمسجد الأقصى، ثم عرج لملاقاة الله سبحانه وتعالى.
وهو ملاصق للحرم القدسي، ويجاوره مباشرة باب للمسجد هو باب المغاربة.
وأشاع يهود العالم أن الحائط جزء من هيكل النبي سليمان، الذي استولى عليه المسلمين، وقد استغلوه اليهود لإظهار الندم والبكاء أمام هذا الحائط عن أفعالهم حتى يشفع لهم عند الله بالنهاية، لذا سموه بحائط "المبكى".
وبالرغم أنه لم يرد ذكره لا من قريب ولا من بعيد في الموسوعة اليهودية عام 1901، إلا أنه في عام 1967 أخذ العدو الصهيوني الحائط بالقوة، وحوله إلى معلم يهودي ديني، وتوسعوا حوله، وهدم حي المغاربة كاملَا، مثلما فعلوه مع المستوطنات الفلسطينية.
وفي القرن التاسع عشر، أصبح من أهم المعالم اليهودية الدينية في رأيهم، خاصة الإسرائيليين منهم، الذين يعتبروا الحائط رمزًا يهوديًا وطنيًا أيضًا.
"النزاع السياسي"
بدأ النزاع السياسي بين المسلمين واليهود منذ الفتح الإسلامي لبيت المقدس، فتحولت إدارة الحرم القدسي وما حوله للمسلمين.
وفي أيام الدولة العثمانية، سمحت السلطات العثمانية لليهود المقدسيين بأداء طقوسهم لدى الحائط، ولكنها حظرتهم من حط المقاعد أو أية مبادرة أخرى لجعل المكان مصلى يهوديًا دائمًا.
وفي 1887 حاول أدموند دي روتشيلد، أحد يهود فرنسا، شراء الحائط، إلا أن محاولته باءت بالفشل، ومن ثم أصدر مجلس إدارة لواء القدس تعليمات تنظم زيارة اليهود للحائط، وتمنع جلب أي مقاعد أو ستائر عند الحائط.
"وعد بلفور طوق نجاة اليهود"
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتنفيذًا لوعد بلفور، بإقامة وطن يهودي بأرض الميعاد، تم الاستيلاء جزئيًا على الحائط، فبدأ اليهود بجلب المقاعد واستخدام المصابيح، والستائر.
"بريطانيا تُحكم بين الديانتين"
أصدرت الحكومة البريطانية عام 1928، كتابًا أبيض برقم 3229، داعيًا اليهود والمسلمين إلى عقد اتفاق فيما بينهم لتحديد حقوقهم وواجباتهم في الأماكن المقدسة، وبالفعل رسموا على الحائط ما يفصل بينهم بشكل متساوي، لكن فوجئ المسلمون فيما بعد تغير وضع الخط لصالح اليهود، وادعى أحد الطائفة اليهودية، أن "الرب هو من قام بذلك"، حتى تعقد الأمر مرة أخرى.
وفيما بعد طالبت الحكومة من الطرفين ابراز المستندات لتتمكن من الفصل في الموضوع، فقدم المجلس الإسلامي ما لديه من مستندات، لكن الجهة اليهودية المسؤولة لم تقدم أية مستندات، وفي النهاية أصبح مصير الحائط، كباقي المقدسات والمستوطنات الفلسطينية، ملكًا للكيان الصهيوني فقط.