"رجل يعرض كليته للبيع، وأمرأة تعرض طفلها للبيع"، واقعتان حدثتا أمام ديوان عام محافظة الشرقية أثارتا الرأي العام خلال الأيام القليلة السابقة، وأصبحتا حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعاطف معهما الكثيرين منذ أن تم نشر  صور الواقعتين عبر الإنترنت، فكانت الصورة الأولى لرجل يسحمل لافتة يعرض كليته للبيع بغرض أن يحصل على أموال لإعاشته هو وأولاده، ولم تمر أيام قليلة حتى ظهرت صورة أخرى لسيدة تعرض طفل من أبنائها للبيع دون ذكر أي سبب.

تلك الصور المنتشرة على شبكة الإنترنت حصلت على العديد من التعليقات المتعاطفة معهم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والاستنكار من دور الدولة لتجاهلهم والمطالبة لرجال الأعمال لمسادة هذه الحالات الإنسانية، ولكن كمثل هذه التعليقات المتضامنة مع أصحاب الصور كانت هناك تعليقات أخرى ضد ما فعله هؤلاء الأشخاص، فقد استنكر البعض تلك الأفعال، واصفين أبطال هذه الوقائع بحفنة من النصابين واللصوص الراغبين في استقطاب أموال والمتاجرة بعواطف الناس، وهناك من وصفهم بضعفة الإيمان.

وقالت إحدى مستخدمات مواقع التواصل وتدعى "رويدا أشرف": " الراجل اللي عايز يبيع كليته ده هيبقي اشهر واحد ف مصر اليومين الجايين، هينتشر على الفضائيات، ولا هيبيع كليته ولا يحزنون، ده لعبها صح، لا ورايح واقف قدام مبني المحافظه"، بينما قالت أية حسني: " مرة واحد عايز يبيع كليته

ومرة واحدة عايزة تبيع إبنها ، الحقيقه الواحد مش عارف يتعاطف معاكو ولا لأ..بس اللى اقدر اقوله ان مهما كانت الظروف والاسباب دى قله ايمان بربنا، وفي الاخر ربنا يرحمنا برحمته وينتقم من الظلمه".

وقال أحمد بلال: " بخصوص الصور الأخيرة المنتشرة... واحد كاتب انه عاوز يبيع كليتة و واحدة كاتبة عاوزه تبيع ابنها عشان تلاقي تصرف.. جميل انك تتعاطف ويبقى عندك دم و تحس بالناس.. بس من خلال خبرتي المتواضعة في التعامل مع الحالات و في العمل الخيري بنسبة كبيرة جدا الناس دي نصابين... ايووون نصابين لو دورت وراهم هتلاقيهم بيحوروا.. انا مبتكلمش على دول انهم كده لاني متاكدتش منهم انا بضرب مثال.. لو لقيت حد زي كده روح اتاكد بنفسك من بيته وفي منطقته و اعرف عنه كل حاجة وبعدين ساعده هيبقي جزاك الله كل خير بجد... لأن للأسف الناس دي ضيعت حق الحالات المحتاجين فعلا وعندهم عزة نفس... عارف ان حال البلد ضايع بس فعلا اتاكد كويس انا مش بتكلم كده من فراغ بل عن تجارب كتير..".

يشار إلى أن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، أكد في تصريحات صحفية، أنه عرف بأمر الرجل الذي عرض كليته للبيع أمام ديوان المحافظة وكلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالتواصل مع المواطن لبحث إمكانية تقديم مساعدة مالية له أو الاستفادة من برنامج “تكافل وكرامة”، مؤكدا أن هناك تعليمات بتسهيل الإجراءات الإدارية للمواطن بسرعة البت في أي حالة بحاجة للمساعدة، مناشدًا رواد مواقع التواصل بالإدلاء عن أي معلومات خاصة بالرجل".

وعن واقعة السيدة التي عرضت أطفالها للبيع، قال محافظ الشرقية في بيان له، "تبين أن هذه السيدة زوجة لموظف بالإدارة العامة للمواقف سابقاً وتم نقله، وهذه السيدة تتاجر بأبنائها كوسيلة ضغط وابتزاز تمارسه على رئيس مركز ومدينة الزقازيق للعدول عن قراره وإعادة زوجها للعمل بمكانه السابق مرة أخرى، وتم على الفور إبلاغ قسم ثان الزقازيق ليتوجه نائب المأمور لمكان السيدة وتم التحفظ عليها، وتحرير محضر بقسم ثان لتأخذ حقها بالطرق القانونية، وحفاظاً على حقوق الجميع".