التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:48 م , بتوقيت القاهرة

لعبة طفلك.. أولى خطوات بناء الشخصية الناجحة

كتبت- رانيا علي فهمي:

عالم الألعاب، ذلك الذي يشكل أهم بيئة ينشأ فيها الطفل، فإما أن يكون مجرد وسيلة لتضييع الوقت والإنفاق دون وعي ومصدر للمشكلات الصحية، أو أحد أساليب التنشئة السلوكية والتربوية والعقلية والصحية الناجحة.

آيات ناجي اختصاصية علاج سلوكي، تنصح أولياء الأمور بمراعاة نوع اللعبة والهدف منها، ومدى تناسبها مع مرحلة ابنها العمرية، قبل التوجه لمحل الألعاب بصحبة طفلها.

عند اختيار لعب طفلك حديث الولادة، احرصي على شرائها من مصدر موثوق فيه، لتضمني جودة مادة الصنع والألوان المستخدمة، مع اختيار الألعاب ذات الأوزان الخفيفة، والحجم المتناسب مع طفلك، والألوان اللافتة للنظر والمحفزة لعاملي التركيز والانتباه، ويفضل تلك الأنواع المتدلية التي تشجعه على محاولة التقاطها، لتشغله بعض الوقت وتحفز ذكاؤه في اختيار وسيلة الحصول عليها.



ابتعدي تماما عن الألعاب ذات الإضاءة والأصوات المرتفعة، التي تتسبب في إيذاء حاستي السمع والبصر، وإصابة الطفل بحالة فزع، ومشكلة في الأذن وصداع، كذلك لُعب "الفرو" التي قد تتسبب في تحسس بشرته الرقيقة؛ فهي بيئة خصبة للأتربة المحملة بالميكروبات التي تشكل خطورة على جهازه التنفسي، مع الابتعاد تماما عن الأشكال المدببة والخامات الصلبة.



وتابعت "آيات" عندما يبدأ طفلك في الجلوس، لا تدعيه حبيس الكرسي الهزاز، بل افردي له ملاءة نظيفة على الأرض، وشاركيه لعب الكرة ليدفعها تجاهك، فهذا يساعده على الحبو، ولا تهملي قراءة القصص الملونة وتغير صوتك، والتبسم، فطفلك بقدر من الذكاء الذي يتيح له القدرة على المتابعة، كما أنها فرصة جيده ليعتاد القراءة، وترتبط في مخيلته المتنامية بتلك الدقائق الهادئة قبل النوم.

عند بلوغ طفلك المرحلة ما بين الثانية والثالثة، لا تهملي استخدام ألعاب العداد، والبازل، والمكعبات؛ فجميعها تساعد في تنمية قدراته الذهنية، كذلك الألعاب المعتمدة على الحركة، التي تنمي قدراته الحركية، ومجسمات الحدائق والمنزل والأغذية، وتكرار أسمائها أمامه باللغتين العربية والإنجليزية، لتنمية قدرته اللغوية.



لا تتنازلي عن "الإسكوتر" والدراجة المانيوال، وابتعدي تماما عن الألعاب التي تسير بالبطارية، فذلك يساعد في بناء وتقوية عضلات الساقين والأفخاذ والذراعين لطفلك، كما تساعده في حفظ التوازن، ومتى يبطئ من سرعته أو يزيدها، كما تساعده في التخلص أثناء الحركة من السعرات الحرارية، فيحافظ على وزنه، ويتناول طعامه بانتظام، كذلك من الشحنات السلبية، فالطفل في هذه السن يحتاج للحركة وتجديد النشاط والطاقة ليحظى بنوم هادئ.

في المرحلة من 4 – 6 سنوات لا تهملي ألعاب الفك والتركيب، والمسابقات الجماعية، التي تدرب طفلك على المرونة والقبول بالخسارة وعدم الاغترار بالفوز، وشاركيه صنع بعض الألعاب من الخامات المنزلية البسيطة والخردة، لتنمي لديه الحس الفني والابتكاري.



وأخيرا تؤكد آيات على أهمية صرف انتباه أطفالك للألعاب اليدوية التقليدية، مثل نط الحبل، بنك الحظ، الكوتشينة، الشطرنج، والتي تلعب دورا كبيرا في تنمية قدراته الحركية، والحسابية، والذهنية، ورفع قدرته على التركيز، مع الابتعاد عن الألعاب الكهربائية المتسببة في زيادة الشحنات الكهربائية والإلكترونية، التي تزيد من عصبيته وانفعالاته، وتفقده روح اللعب الجماعي.