التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 03:57 م , بتوقيت القاهرة

اللي بنى "سينما مصر" كان في الأصل حلواني

كتب- حنان الجوهري:

رغم تشكيك الكثيرين في أن أصل مصر "حلويات" بما أن "اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني"، لكن بداية السينما في مصر كانت جميلة جدا، بل أي بداية لأي شيء في مصر دائما ما تكون بداية مشرفة وقوية بل تعتبر مصر من رائدات السينما في العالم قبل هوليوود وبوليوود وأي "وود" آخر في العالم، بالطبع تحولت السينما الآن في مصر مقارنة بالعالم إلى أسوأ أحوالها كما تحولت تماما "حلويات مصر" التي بناها الحلواني إلى كثير من العك ظاهرا في اختراع ما يسمى بـ" الكنافة بالمانجة".

تاريخ السينما يقول إن أول عرض سينما في باريس كان في ديسمبر 1895، وبعدها بشهر كان ثاني عرض في مصر تحديدا في الإسكندرية فيما يسمى ببوصة طوسون، ثم بعدها بأسابيع قليلة في القاهرة تحديدا في صالة حمام شنيدر بروض الفرج ثم إلى بورسعيد بعدها بعامين، كانت الأفلام تعرض في نواد اجتماعية، ثم كانت أول صالة سينما في الإسكندرية في شارع محطة مصر، وكذلك أول مناظر اتصورت في الإسكندرية في منطقة "ميدان القناصل"، وثاني دار عرض في القاهرة في سينما توجراف لومير دار فرانسيس ميدان حليم باشا القاهرة في يوم السبت 3 أبريل 1897
مثل السينما التي كانت مصر ثاني دولة في العالم بعد باريس تعرض فيلما بمجهودات أهلية فأيضا مصر هي ثاني دولة في العالم تمد خطوط السكك الحديدية وتسير بها عربة قطار في العالم، أول خط كان في بريطانيا ما بين لندن وليفربول وثاني خط في مصر بين القاهرة والإسكندرية.. وكما ساءت السينما ساءت خطوط السكة الحديد في مصر وخدمة القطارات.

بدأ الأجانب أشياء كثيرة في مصر، خاصة السينما فأول شركة إنتاج كانت مصرية إيطالية اسمها "سيتيشيا" وكذلك معظم العاملين الفنيين كالمصورين والإضاءة والمونتاج جميعهم كانوا من الأجانب واليهود ثم انتقلت خبرتهم للمصريين ففي عام 1931 نجح المهندس المجري الأصل سابو في صنع آلة تسجيل الصوت محليا للأفلام المصرية، وقدم بها مقدمة بصوت يوسف وهبي للفيلم العربي الناطق أولاد الذوات السينما الناطقة 1932 في هذا العام تم عرض أول فيلم مصري روائي وهو فيلم أولاد الذوات وكان من إخراج محمد كريم، وفي العام التالي كان أول فيلم مصري غنائي ناطق وهو فيلم أنشودة الفؤاد 1933.

تعلم المصريون السينما سواء داخل مصر أو خارجها في استديوهات باريس التي كانت تجهز العديد من الأفلام بعد تصويرها بمصر، وفي سنة 1926 أسست عزيزة أمير شركة "إيزيس فيلم" وأنتجت سنة 1927 أول فيلم كان اسمه "ليلى"، وبعدها في سنة 1928 أنتجت فيلم "زينب" وكان فيلما مبنيا على رواية بنفس الاسم للأديب محمد حسنين هيكل، كأول رواية مصرية تتحول لفيلم سينمائي، واشتركت فيه الموسيقية بهيجة حافظ والتي بدورها أنشأت شركة "فنار فيلم"، وبعدها أسست آسيا داغر شركة "لوتس فيلم" وقدمت فيلم "غادة الصحراء".

ورغم أن البدايات دائما تكون مبشرة وقوية، فإن النهايات المؤسفة تأتي من الإهمال وطرق الفهلوة التي ينتهجها الكثيرون في مجال السينما، حيث كانت هناك أعمال كبيرة وناجحة ومشرفة على المستوى العالمي، لكن تدهور حال السينما والإنتاج السينمائي ودور العرض يطرح أسئلة من نوع: كيف وصلنا لهذه المرحلة من السوء والإهمال؟.

قبل ثورة يناير.. سأل أحد السائحين مرشدا سياحيا، وقت أن كانت هناك حركة سياحية، عن تاريخ السينما في مصر عقب مشاهدته لأفيشات الأفلام بمنطقة منتصف المدينة ولجهل المرشد السياحي رد : تقريبا في الخمسينيات وكان رد السائح : "أووه .. ده مصر ابتدت بدري".. لم يكن يعرف أننا رواد السينما.