تيك توك
(???????????????????????????????????????????????????????????????????????)*
(يا ولدي.. لقد أتممنا ما بدأته الخليقة، وعادت العصافير لتتبادل السباب على أشجار الساكورا، لقد عمّ السلام! ، فلنسترح قليلًا الآن)
- الإمبراطور هيروهيتو في قول تخيّلي إبَّان استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.
* جوجل ترنسليشن.
***
يُحكى أنه في زمن سعيد آخر على أرض أخرى في مجرة موازية أخرى كان هناك شاب سعيد، لا يملك من قوت يومه إلا بعض السعادة الشحيحة التي تصله في الحنفيات، المقدار الذي تسمح به حكومة هذه الأرض كإعانة سعادة تُقدّم للعاطلين عنها بمقدار السنين التي انقضت في التعاسة.
لم يكن يشكو قلتها على كل حال، كان يرى أن السعادة بكميات وفيرة يجب أن تتوفر للأشخاص الذين يملكون القدرة والاستعداد النفسي للانبساط وفتح الفم على اتساعه عند الابتسام والقهقهة حتى الدموع عند الضحك.
أشخاصٌ يحيون في دراما بسيطة غير مُركّبة تسير علي النمط التقليدي الديفولت الذي وُضِع أصلًا للبشر وُترِك لهم حرية الانحراف عن المسار من أجل مساحة أكبر وإثارة أكثر للحساب.
كانت دراما حياته أكثر تعقيدًا من مجرد حياة طبيعية يخرج فيها الواحد منا من الرحم لينتهي في القبر.
كان يدين بالولاء للماديات، العالم بالنسبة له شيء ملموس يُثير القشعرة في البدن إذا ما حككت سطحه بأظافرك الطويلة، ولا يفهم كيف تبدو معاني مثل: الله، الحياة ، الحب.
العالم بالنسبة له وُجِد مُنذ أن وُِجد هو، أما الوجود نفسه فهو أمر خاضع لمزاج هذا الحيوان المنوّي بالذات في تفضيل هذه البويضة دون غيرها، كان ليعيش الكل في سلام دون تطفل أو احتكاك لولا أن الفودكا التي خففّها والده ببعض الماء كانت جيدة فعلًا فكانت أمه ليلتها أجمل نساء الدنيا.
كان يرى أنه أكبر من الكون نفسه.
المُلفت إنه لم يكن النموذج الوحيد وإن شطح بعيدًاجدًا عن السرب، تزايد الأمر مع الوقت حتى تحول إلى أسلوب حياة.
الغارقون في الماديات لا يملكون القدرة على الإحساس مع الوقت، لذا ارتأت الحكومة أن صرف إعانات سعادة لهو أمر حتمي للحفاظ على السلالة من الانقراض بفعل الانتحار المُزمن الذي كان ينخر في بدن الدولة.
ذات ليلةٍ شعر بالضيق والاختناق عندما فتح الحنفية فلم ينساب نصيبه اليومي من السعادة بنعومة كما يحدث بانتظام،
وقف يُحملق في الفراغ ما بين الحنفية والحوض كثيرًا، صمت طاهر كأنه خُلق لتوه.
ما الذي قد حدث؟
وما الذي سيحدث لو تكرر الأمر كل ليلة؟
لعن الإمبراطور في سره.. لأن لا أحد يحيا للحظة التي يفعلها في العلن.
لابد أن قوات حفظ الولاء كانت لتنفُخ فخاده حتي الموت قبل أن يُكمل الاسم.
أشعل سيجارة الماريجوانا المهترئة واستنشقها حتى الثُمالة، هذه بدائل لم تعد تُجدى مع الزمن والإغراق في الأشياء المحسوسة.
لابد أن الأمبراطور الوغد "بالسِليب" الآن يسبح في بحورٍ من السعادة..
فكر قليلًا في الجدوى من وجود الإمبراطور والحكومة..
لماذا يجب أن تتحكم مجموعة من الأشخاص لا يوجد ما يُميزهم في حيوات غيرهم؟، لماذا يجب أصلًا أن تسير الحياة وفقًا لنظام ما؟..هذا اعتراف ضمني بأن هناك من يخلُق .. وهو أمر لم يستسيغه أو يؤمن به يومًا رغم المعارضة المحدودة التي تظهر من آنٍ إلى آخر وتُطالب بإن يُعلِن "الله" عن وجوده!
فكر في هذه الأشياء وهو يبتكر “ إيفينت” على “ فيس بوك” يُطالب كل من انقطعت عنهم السعادة أن يملأوا الشوارع والميادين عُراة تمامًا ليطالبوا بحقهم في التصرف بحيوانية غريزية، والتطهر التام من أي تحضر سرطاني توغل في مجتمعاتهم وحوّلهم إلى مسوخ متأنقة، أن يطالبوا بحقهم الإنساني في انتزاع السعادة ولو التهم بعضهم حرفيًا في خضم الصراع على المخزون المتبقي منها، من يعش يستحق أن يكون سعيدا.
هكذا ببساطة التيك .. توك.
شعر بالانتصار وهو يرى أن أكثر من 1000 شخص في بضع ثوان قد أكدوا حضورهم، البعض مُتردد والبعض الآخر يرفض في إصرار لا لشيء، إلا أنه يظن أن ماسورة رئيسية ما قد انفجرت فتسببت في انقطاع السعادة.
الحمقى لا يعرفون..
لا يقرءون ما بين السطور.
التخدير الطويل الذي امتد سنينًا كان يجب أن ينتهي.
كان يجب أن نفيق ذات ليلة لنرى الصورة كاملة.
كان يجب أن يحدث خطأ ما - ولو بسيط - في النظام فنرى أبعد مما يريدوننا أن نرى.
من نحن وأين نقف؟
هل توجد بالفعل بلاد العجائب التي حّدثنا عنها الأجداد وقالوا إن النساء هناك تستحم في أنهار من السعادة؟
ثم لو كان هناك “ إله” حقًا، هل الآن إذن هو الوقت الذي يُعلن فيه عن نفسه؟
لن يُجيبنا أحد، يجب أن ننتزع الأجوبة بأنفسنا.
..أرجو أن أصل إلى السلام