كروان السماء يشدو بدعاء ليلة القدر (فيديو)
كتبت– رانيا علي فهمي:
من منّا لا ينشرح قلبه لدى سماع صوت الشيخ سيد محمد النقشبندي، وهو ينشد "سيدي يا رسول الله لغة الكلام كما رأيت على فمي خجلى، ولولا الحب لم أتكلمِ"، ولم لا، فاسمه منقسم لقسمين ويعني "نقش حب الله على القلب".
نستقبل اليوم ليلة مباركة، هي خير من ألف شهر، لننقّي النفس بترديد ابتهالات ليلة القدر للنقشبندي، الذي ولد في 1920 – 1976، وورث عن أجداده التصوّف والإنشاد الديني، لُقّب بكروان السماء، ومنشد الأرواح، وشيخ المدّاحين، وبالنور الفريد الذي لم يصل اليه أحد.
وُلد "سيّد النقشبندي" في قرية دميرة، إحدى قرى محافظة الدقهلية، ثم انتقلت أسرته لمدينة طهطا جنوب الصعيد، قبل أن يتم العاشرة من عمره، ليحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل، ويتعلّم الإنشاد الديني في حلقات الذكر، بين مريدي الطريقة، "والنقشبندية" إحدى الفرق الصوفية، ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية، قيل إنهم يزيّنون عقولهم بالرسوم والنقوش، بهدف النجاة من فتن الحياة وشرورها.
وتتوالى الأيام، ليثبت الشيخ "سيد النقشبندي" أن عذوبة الصوت وصدق القلب مفاتيح قلوب عشاق الرحمن، حتى وصفه الدكتور مصطفى محمود في برنامج "العلم والإيمان" إنه "مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد"، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل، الذي يتكون من 8 طبقات، من أعذب الأصوات التي قدّمت الدعاء الديني. وقد دخل الإذاعة عام 1967م، وترك خلفه أكثر من 40 أنشودة وابتهلالا، وتلاوة للقرآن الكريم.
كرّمه رؤساء مصر بعد وفاته بنوبة قلبية سنة 1976م، فمنحه السادات وسام الدولة من الدرجة الأولى، عام 1979م، ومنحه مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989 وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، كما كرّمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها، حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا، الممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.