التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:56 م , بتوقيت القاهرة

مساجد رمضانية : "جامع السلطان حسن".. معجزة الفن الإسلامي على مر الزمن



كتبت- رانيا علي فهمي:

للصلاة والقيام في شهر رمضان المبارك روحانيات خاصة، لا يمكن وصفها إلا بالساعات تمر كاللحظات، خاصة وأنت في رحاب بيت من بيوت الله عز وجل، ويعد جامع السلطان حسن في ميدان صلاح الدين بحي القلعة، واحدا من أكبر وأشهر المساجد التي يجتمع فيها المسلمين لأداء صلاة التراويح في شهر البر والتقوى، ليغتسل الجميع من الذنوب وينهل من نعم الله في لياليه المباركة.

جامع السلطان حسن أو مدرسة السلطان حسن، يمثل مرحلة النضج المعماري في العصر المملوكي، والذي يعد أزهى العصور الوسطى في مصر، فقد كان السلاطين يتسابقون في تشييد بيوت الله، وأراد السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، أن يكون ذلك الجامع أضخم وأروع معماريا من مسجد والده السلطان قلاوون بشارع المعز لدين الله الفاطمي، فاختار أمهر المهندسين المعماريين والرسامين.

ليكون مسجد السلطان حسن، محط إعجاب وانبهار كل من وقف على بابه، من مختلف دول العالم، من حيث استخدام الزخارف والنقوش والألوان، وتماسك البنيان، واستخدام طاقة المكان، الذي يشع سعادة وروحانية وإيجابية، ليظل شاهدا على عظمة وإتقان الفنان والمهندس المسلم، الذي استمر في بنائه على مدار ثلاث سنوات، حيث بدأ البناء في سنة 1356- 1363.



وكأغلب مساجد العصر المملوكي، جمع مسجد السلطان حسن، مدرسة وخانقاة يبيت فيها التلاميذ، ليطل على صحن الجامع أربع أروقة جانبية، كان يجلس في كل منها تلاميذ أحد المذاهب الأربعة، "الشافعي، والحنفي، والمالكي، والحنبلي"، والآن يتم تخصيص بعض الأوقات لدروس الدين للأطفال.



ومع كل شبر في جامع السلطان حسن، يمكنك تلمس دقة الفنان المسلم، بدءا من مصراعي الباب النحاسي، المزود بتشكيلات هندسية، مع حشوات دقيقة محفورة ومنقوشة في النحاس، مع النقش على الحجر، أو الكتابة بالحفر على الرخام والخشب، وسقف الجامع المذهب بماء الذهب، مع المقرنصات على الزاويا وفي الأركان، والملون بمختلف الألوان التي تشعرك بالعظمة والبهاء، الباقية على مر الزمان.