كتبت- غادة قدري:

استضافت دار العين، أمس الأحد، الشاعر اللبناني شربل داغر، لمناقشة ديوانه "على طرف لساني"، بحضور الشاعر أحمد الشهاوي، والسفير اللبناني في القاهرة، خالد زيادة، والكاتبة فاطمة ناعوت، والكاتب الإماراتي، محمد عبيد غباش، ومدير دار العين، فاطمة البودي، والناقد الدكتور علاء عبد الهادي، وأدار الندوة صالح رشاد.

وقال مقدم الندوة، صالح رشاد، إن عنوان الديوان عنوان لقصيدة، موضحًا أن "الشاعر يقول ما يقوله الآخرون، وينسحب من دور النبي، ما يؤكد أن اللغة والصورة يتميزان بالنسبية".

من جانبه، قال الدكتور علاء عبد الهادي، إن "داغر" يتكلم بلسان الشاعر والسارد وصاحب الرؤية والناقد والمترجم والفنان التشكيلي، وقدم تعريفًا بالشاعر، مؤكدًا أن "للشاعر منجزًا نقديًّا وأدبيًّا زاخرًا"، لافتًا إلى أن "شربل مهتم بالقصيدة، ولفظها يتكرر عنده باستمرار"، موضحًا أن النص الأول في ديوان "على طرف لساني" ليس شعرًا، وذلك عند انفصاله عن الديوان، ولكن بمفهوم الكتلة النصية يتحول النص إلى شعر في سياق القصائد كلها.

وتابع "عبد الهادي": "في ظني أن الشاعر بدأ يستغني عن الأشكال التقليدية، بناء على تغيير شكل الوسيط الذي يعد هو العامل الأساسي للإبداع"، مشيرًا إلى أن "الشاعر تخلى عن صمت النبي، وتحدث بمقومات موسيقية داخل النص، فظهر المبدع من خلالها، وتكلم بضمير الفرد".

وقال الشاعر شربل داغر، إنه "يفضل الصمت، وعدم تحدثه عن الشعر ليس من باب التواضع، ولكن يحلو له أن يتخفى، ولا يتخذ وجهة في الشرح"، مضيفًا "أريد أن أتحدث على لسان واحد، لكن بأصوات متعددة، وأحيانا أقول (الأصوات تتناهبني)، بمعنى أن هناك ما يسبق الشعر ويتجاوزه".

وأوضح "داغر" أن "القصيدة هي الموضوع الأول لقصائده، وهو مهموم بالقصيدة غير المكتملة، وهذا الهم هو الذي يحرضه ويدفعه ويجدد علاقته بالقصيدة، فمغامرة الشعر هي التي تسحره وتجذبه"، مشيرًا إلى أنه "كان يكتب الشعر قبل الحرب في لبنان.

وتابع: "عندما تركت لبنان إلى فرنسا، كنت أكتب الشعر مع مجموعة من الشعراء الفرنسيين، وكان شعرا مستقى من رامبو، وكتبت قصيدة (دم فاسد) لأعبر من خلالها عن أزمة لبنان، وكدت أهجر الشعر حزنًا على بلدي، وشعرت بأنه لا قيمة لأي شيء بعد ضياع الوطن، وهذا هو الذي يفسر ولعي بالكتابة المتعددة"، مؤكدًا أنه بعد مجموعة "دم فاسد" بدأ ولعه بقصيدة النثر.

يذكر أن شربل داغر، شاعر وأستاذ جامعي من لبنان، له مؤلفات مختلفة، بالعربية والفرنسية، في الشعر، والرواية، وفلسفة الفن، والآداب، والترجمة والتاريخ. من مواليد وطى حوب (قضاء البترون، شمال لبنان)، في 5 مارس 1950.