بالرجوع 106 عام للوراء، حيث العودة إلى عام 1910، وبالاتجاه نحو محافظة البحيرة في قرى مركز شبراخيت، سنجد صوت طفل يعلو بالصراخ، وبمجرد أن تسير نحو ذلك الصوت، ستبصر عيناك على مولود جديد في عالم الطرب العربي الأصيل، هو محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر، الشهير بـ"محمد عبد المطلب"، أو "ملك الموال"، الذي قدم المواويل بأسلوب راق، لم يتناساه جيل، ولم تغفل أذن طفل أو شيخ عن سماعه، فمن منا لم يسمع "رمضان جانا" أو "شفت حبيبي"، فتلك الأغاني التي لم تمت، وصلت للجمهور.. فوصلها، لأن الوصل جميل حلو يا محلاه.

عبد المطلب والموال

بدأ الفنان محمد عبد المطلب حياته الفنية على مسرح بديعة مصابني عام 1932، بعد أن حفظ القرآن كاملًا، وساهم تجويده للقرآن في جودة صوته، وشكلت أغاني القهاوي البلدي وجدانه، قبل أن يتعين في فرقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليبدأ انطلاقته الحقيقية في عالم الطرب الأصيل، حيث لحن له محمود الشريف أغنية "بتسأليني بحبك ليه"، لتكون أول أعماله الفنية.

قدم بعد ذلك "عبد المطلب" عدد من أغاني المواويل التي عشقها أثناء عمله بفرقة محمد عبد الوهاب، وتميزت كلمات تلك الأغاني بالتوسل للحبيبة أو المعشوقة، حيث قدم عدة أغاني شهيرة من هذا النوع، منها "بتسأليني بحبك ليه" و" الناس المغرمين" و" بياع الهوى راح فين" و" حبيتك وبحبك" و" مابيسألش عليا أبدا" وغيرها من الأغاني.

هجاء الحبيب في موال "عبد المطلب"

إلا أن "عبد المطلب" الذي عاش حياة عاطفية غير مستقرة، حيث تزوج 4 مرات، أنعكست على حالة الشجن التي لونت أغانيه، فغنى الكثير من الأغاني الحزينة التي يهجو بها الحبيبة مثل "يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس" و"ودع هواك ودع" و"مابيسألش عليا أبدا"، وغيرها من الأغاني التي لا تحصى.

والمثير للجدل أن "عبد المطلب" ظل على هذا النوع من الأغاني حتى أخر مشواره الفني، فقدم أغنية " اسأل على مرة"، التي تقول في كلماتها "اسأل مرة عليَّ قل لي قساوتك ليه.. أنا أفديك بعيني أكثر منهم إيه..  اسأل مرة علي اسأل علي مرة.... إيه أغلى من قلبي وهبت إليك.. شافك مرة حبك ياما سألني عليك.. و إنت ما تسأل بي قل لي قساوتك ليه.. أنا أفديك بعيني أكثر منهم إيه.. إسأل مرة عليَّ إسأل عليَّ مرة".