التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 04:57 ص , بتوقيت القاهرة

رياض القصبجي.. "الشاويش" صاحب التراجيديا المضحكة

في مثل هذا اليوم 23 أبريل، رحل عن عالمنا أشهر "شاويش" أنتجته السينما المصرية على مر العصور، حيث لفظ رياض القصبجي، الشهير بـ "الشاويش عطية" أنفاسه الأخيرة، ليودع الحياة في سكون حزين، تاركًا الضحكات ليتوارثها جمهوره.




التراجيديا في نشأته: 


إن مصطلح التراجيديا، يطلق على تجسيد المواقف المآساوية، ولا يوجد مآساة أكثر من مآساة الراحل رياض القصبجي، الذي ولد في 13 سبتمبر عام 1903، ونشأ في حياة فقيرة، حيث بدأ حياته "كمساري" بالسكة الحديد، إلا أن ولعه بالفن والتمثيل جعله يلتحق بفرقة التمثيل الخاصة بالشركة، وساهم هذا في خلق حالة "التراجيديا" في أعماق "القصبجي"، لكنه إستطاع التغلب عليها بالأيفهات، من خلال كوميديا "الموقف" و"الحركة" أحيانًا، فأستطاع أن يرسم بوجهه العبوس "أيقونة" للضحكة.



إضفاء الضحكة على التراجيديا في أعماله:


استطاع رياض القصبجي إضفاء الضحكة على التراجيديا التي تغلب عليه، وتُعبر عن حياته المأساوية التي عاشها، حيث إستخدم تعبيرات وجهه كعامل مساعد في رسم الضحكة والإبتسامة.


 والمعروف عن الكوميديان ضحكته المميزة، التي تعبر عن حالة السعادة الداخلية له، لكن ضحكة رياض القصبجي كستها "التراجيديا" حيث يتوارى خلفها دمعة مكبوته، وبالرغم من هذا فتميز "القصبجي" بهذه الضحكة، وأحبها الجمهور، وأخرجت ضحكاتهم من الأعماق. 



استخدامه التراجيديا من أجل الكوميديا


برع الفنان الراحل رياض القصبجي في رسم الإبتسامة على وجوه المشاهدين، بل وإستخراج الضحكات من الأعماق، وذلك بطريقة مختلفة، حيث وظف أداءه التراجيدي الذي برع فيه أيضًا، من أجل صناعة "الكوميديا"، فمن منا لا يضحك على جملته الشهيرة "هو بعينه بغباوته وشكله العكر!!"، تلك الجملة التي إذ قالها ممثل غيره لأدخل المشاهد في حالة بعيدة عن الضحك والسعادة. 



رحيله المأساوي


رحل رياض القصبجي في يوم 23 أبريل عام 1963 عن عمر يناهز الـ 60 عامًا، وكان لرحيلة قصة مآساوية أكملت حياة التراجيديا التي عاشها، حيث أصيب بجلطة أفقد نصفه الأيسر الحركة، وأعجزته عن التمثيل رغم عناده الشديد بمحاولة عدم الإبتعاد عنه، لكن المرض كان الأقوى، فسيطر على جسده الكبير وأسكنه طريح الفراش حتى بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، فلم يكن مع أهله تكاليف "الدفن"، ولولا تكفل أحد المنتجين بمصاريف الدفن، لظل "القصبجي طريح "الفراش" ولم يواري جثته التراب قط.