فيديو| بعد 39 عاما على رحيله.. الإهمال يضرب تاريخ "العندليب" في مسقط رأسه
"عبدالحليم نوّر الحلوات بعد ما كانت ضلمة.. والميّه النظيفة دخلت على حسه للناس كلها بـ 11 حنفية عمومي.. وبعد دا كله مفيش في القرية شارع على اسمه أو حتى تمثال يقول إن القرية دي بتاعة العندليب".. بهذه الكلمات بدأ الحاج شكري أحمد داوود، ابن خالة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، حديثه لـ"دوت مصر" شاكيًا من إهمال تاريخ العندليب.
وأضاف داوود أن العندليب الراحل لم يتأخر ولو ثوانٍ عن خدمة الناس أينما استطاع، فقد جمع تبرعات وصلت إلى مليون جنيه؛ لبناء جامعة الزقازيق، كما أحيا 3 حفلات غنائية فور شفائه وقتها، وتخصص دخلها بالكامل لصالح الجامعة، لدرجة أن القائمين على المشروع آنذاك طالبوا باطلاق اسمه عليها، ولكنه رفض ذلك بشدة، لتسمى بجامعة أحمد عرابي.
وعن قصر العندليب الراحل، يقول داوود "المنزل كان ملكًا لخالي الحاج متولي عماشة، والذي شيده على مساحة 1050 مترًا، واشتراه حليم بعد تحسّن أوضاعه المادية عام 1972، حيث أدخل إليه التليفون الأرضي، والأجهزة الكهربائية الحديثة، ولكن سبحان مغير الأحوال، فالمنزل قد باعته "علية" أخت عبدالحليم حافظ، ومن اشتراه منها غيّر كل شيء فيه".
واستطرد "اشترى المنزل صاحب مجموعة أفران خبز، يدعى محمود غنيمي، وخصص جزءًا منه فرن عيش، حتى أن المنزل نفسه أصبح مخزنًا للدقيق، بينما أصبحت الجنينة التي كانت مليئة بالورود والأزهار؛ مزرعة بصل أخضر.. وربما لو كان اهتم المسؤولون ولو قليلًا بالمنزل وأعادوه للدولة؛ لأصبح مزارًا سياحيًا تأتي إليه الوفود من كافة أنحاء العالم".
واستنكر ابن خالة حليم، إهمال تاريخ العندليب الأسمر، قائلًا "عبدالحليم مش أقل من أم كلثوم، كوكب الشرق لها بدل التمثال اثنين، وبمستوى يليق بها، بينما حليم لا يوجد أي تمثال له، سوى ذلك الذي شيده مجلس مدينة الإبراهيمية مؤخرًا، وهو تمثال لا يليق بتاريخ وقيمة العندليب الراحل".
وأوضح أن الإهمال لذكرى حليم لم يقف عند هذا الحد، حيث إن المحافظة كانت تقيم احتفالية ثانوية في ذكرى رحيله، إلى أن تلك الاحتفاليات توقفت تمامًا منذ عام 2010 دون أي سبب معلوم.
وعن ذكرياته مع العندليب، قال داوود "كنا في مدرسة واحدة ولكنني كنت أسبقه بـ5 أعوام، حيث أنني مواليد 1924، بينما كان حليم من مواليد 1929، وكانت المدرسة في الحقيقة عبارة عن منزل لرجل يدعى الحاج روحي، وكانت وقتها تضم 11 تلميذا فقط.. كانت أيام جميلة بصحبة ناس لن تتكرر".
وأشار ابن خالة حليم إلى أن العندليب شخصية نادرة الوجود، حيث كان يقرّب المسافات دائمًا بين أهله ولا يقلل من أحدٍ منهم مهما كان، فالكل عنده سواء، حتى أنه كان يسأل على من لا يسأل عنه ويحاول التقرّب إليه ووصل رحمه.
وتابع "أعمال الخير كانت أقرب الأشياء إلى قلب حليم، وكان حريصًا كل الحرص عليها، ولم يكن هناك ما يضايقه ويعكر صفوه سوى البعد عن تلك الأعمال التي تقربه إلى الله".
وبعد الحديث مع آخر من تبقى من عائلة عبدالحليم حافظ، تجولنا بمسقط رأسه بقرية الحلوات، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، والتي ظلت تتباهى بالفنان الراحل لمدة تقترب من النصف قرن من الزمان، إلا أن يد الإهمال امتدت لآثار العندليب الأسمر.
وتبدلت أحوال كل الأشياء التي تدل على أن الحلوات هي قرية مطرب مصر الأشهر، حيث تحوّل القصر إلى مكان مهجور، وتحولت حديقته إلى مزرعة بصل، فيما أصبحت الترعة التي كان يستحم فيها حليم، إلى مصرف صغير بفعل عوامل الزمن.
كما تحولت مدسة العندليب إلى أثر ضئيل جدًا يكاد لا يذكره الناس، حيث لم يتبقى منه سوى جدار متهدم، وتغير الحال كذلك بالنسبة إلى مسرح عبدالحليم حافظ، والذي شيده العندليب؛ لإحياء حفلات سنوية لأهالي قريته في أوج شهرته، والذي لم يتبقى به شيء على حاله، سوى اليافطة التي تحمل اسمه.
وعند أول القرية أكد أحمد السيد عياد، أحد الأهالي، أن بمدخل البلدة طوال ما مضى من الزمان كانت هناك يافطة مكتوب عليها بالخط العريض "قرية الحلوات ترحب بكم" ويتوسّط تلك الجملة "صورة كبيرة للعندليب"، إلا أنها تغيّرت الآن لتوضع صورة إعلان لنباتات الزينة بدلًا منها.
اقرأ أيضا
فيديو| ابن خالة حليم: هذا سر وفاة خدم "العندليب" بعد رحيله بعام واحد