حورية حسن.. ظلال حول صديقة الوجد والألفة
في الليلة الخامسة والثمانين بعد التسعمئة، قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الرجل سأل معروف الإسكافي وقال له: يا أخي.. ما اسمك؟ قال: اسمي معروف، وصنعتي إسكافي؛ أرقع الزرابين القديمة. قال له: من أي البلاد أنت؟ قال: من مصر. فقال: من أي الحارات؟ فأجاب: هل أنت تعرف مصر؟ قال له: أنا من أولادها. فقال له: أنا من الدرب الأحمر. قال: من تعرف من الدرب الأحمر؟ قال له: فلانًا وفلانًا، وعد له ناساً كثيرين. قال له: هل تعرف الشيخ أحمد العطار؟ قال: هو جاري "الحيط في الحيط". قال له: هل هو طيبٌ؟ قال: نعم.
في العام 1914، في "أوبرا كوميك" في باريس، تم عرض أوبريت (معروف إسكافي القاهرة) لهنري رابو، والمستوحى من حكايا ألف ليلة وليلة.
نجح العرض بشكل كبير، وانطبعت الصورة الغنائية في ذاكرة العديدين، ثم تم تقديمها في الإذاعة المصرية من إخراج عثمان أباظة.
كانت أوبرا "معروف الإسكافي" بداية الطريق للعندليب عبد الحليم حافظ، وللصوت المصري الخالص حورية حسن.
الوجد في صوت حورية
الأوبريت:
سميت حورية "مطربة الأوبريت الأولى"، فما هو الأوبريت؟ هو ليس أغنية طويلة يغنيها مجموعة من الفنانين في ستوديو مع بعض المشاهد التسجيلية. الأوبريت حكي وتصوير بالغناء، حوارات تزرع الورد في خيالك كي تشمها كلما دندنت.
كانت هذه هي الملكة الأهم لحورية؛ مساحات "الحواديت" في صوتها. في صوت حورية تحضر الصورة دائمًا، في أغنياتها الخاصة أو في أدوارها الصغيرة.
انتشر الأوبريت في أوروبا، أوائل القرن العشرين، واستقبل بلهفة شديدة. وازدهر هذا النوع في فرنسا، ومن أجمل الأوبريتات التي كتبت هي تلك التي ألفها "جاك أوفنباك Jacques Offenbach"، ومنها "La Grande-Duchesse de Gérolstein" التي تم عرضها لأول مرة عام 1867.
وفي 1921، اقتبسها الأستاذ عزيز عيد في أوبريت "شهرزاد"، من ألحان الخالد سيد درويش، ونظم بيرم التونسي، مع لطفية نظمي في دور شهرزاد، وحياة صبري في دور الفتاة حورية.
وكعادة ألحان سيد درويش؛ البحر الذي لا قرار له، تم إعادة توزيع الألحان وتقديم الأوبريت مرة أخرى باسم "شهرزاد" هذه المرة، غناء فايدة كامل وإبراهيم حمودة، وبالطبع حورية حسن في دور حورية.
الألفة في صوت حورية حسن
جاءت حورية من طنطا إلى القاهرة في سن غض، مثل زهرة العلا، وهدى سلطان، وأمينة رزق، ونعيمة عاكف، وعفاف راضي. مع أحلامها التي رسمت ألف صورة غنائية في خط "طنطا- القاهرة"، وتسجيلاتها التي ظلت معنا كي تساعدنا على اجتياز الرحلة.
الحسن في صوت حورية
وأخيرًا، كي نعرف كم كان بهيًّا صوتها، غنت حورية "دويتوهين" مع صوتين من أعذب وأنقى الأصوات في تاريخ الأغنية المصرية:
كارم محمود
ومحمد قنديل
استمع للمزيد من حورية:
يا صلاة الزين