التأمل الصوفي والكاثوليكي.. علاج المصريين من ضغوط الحياة
يتعرض المصريون يوميا للعديد من الضغوطات والاضطرابات على الصعيد المهني والاجتماعي والنفسي، نتيجة لإيقاع الحياة السريع، إلى جانب زحام المرور والضوضاء وقلة النوم وصخب الحياة، والمتطلبات الأسرية وغيرها من الأشياء التي تسبب التوتر للإنسان. ونتيجة لكل هذه العوامل، ظهرت مؤخرا طرق علاجية جديدة للتخلص من التوتر وضغوطات الحياة، من خلال جلسات التأمل الروحاني، التي انتشرت مؤخرا في العديد من المراكز الثقافية في مصر، والاهتمام بها وتقديمها كأحد الحلول لمواصلة صعوبات الحياة، بشكل صحي وسليم.
التأمل الروحي المعروف بالمصطلح الإنجليزي Meditation، حالة عقلية يقوم بها الإنسان من خلال تمارين روحانية فكرية، وبواسطتها يتمكن من تحرير ذاته ونفسه من المخاوف والضغوطات التي يوجهها الفرد، كما تخلصه من التوترات والاضطرابات والأفكار السلبية والعادات السيئة، والعديد من الحالات المرضية الجسدية والنفسية.
ومن خلال التأمل الروحاني، يصل الإنسان إلى حالة من الاسترخاء الجسدي والنفسي، ومراقبة وتأمل أفكاره وعقله العادي ومشاعره والسيطرة عليها. وفي هذه الحالة يرى الإنسان الواقع والوجود بصورة طبيعية كما هو دون تزييف وانحياز، ليستطيع التعامل معه بشكل صحي.
يرجع تاريخ التأمل الروحاني إلى الحضارات القديمة المختلفة، مثل بلاد الهند وبلاد شرق آسيا، وانتشر كثيرا في العالم الغربي مع الانفتاح الحضاري بين البلدان في السنوات الأخيرة. واليوم، أصبح شيئا هامة لمساعدة الإنسان في تفادي مشاكل وتحديات الحياة العصرية، والمحافظة على توازنه وصحته الجسدية والنفسية والروحية.
ومن ضمن الأساليب التأملية التي اتبعتها الحضارات القديمة، التأمل الديني، والتي تعتبر ممارسات عميقة في جوهرها، حيث تصل بالإنسان لسماع صوت الله، ليس من خلال كلمته المقدسة في كتبه السماوية، وإنما من خلال التأمل.
وهذا ما تقوم به العديد من المراكز الثقافية ومراكز اليوجا في مصر حاليا، وواحدة من تلك المراكز الثقافية هي مكتبة "البلد" بوسط القاهرة، التي بدأت بجلسات تأملية روحانية منذ عدة أسبايع، ولاقت استحسانا كبيرا من الشباب المشارك، والتي تتم عن طريق الأناشيد الصوفية والترانيم الكاثوليكية، كل يوم جمعة لمدة ساعة.
وتتكون فقرات الجلسة من:
الفقرة الأولى هي شرح مبسط للتأمل الديني، وتدريب أولي للتركيز الذهني واستحضار الصفاء الروحي والاندماج في أجواء الجلسة عن طريق الشموع والبخور والموسيقى الهادئة. الفقرة الثانية تعتمد على التأمل من خلال الموسيقى الشرقية المتمثلة في العود، لاستحضار الأجواء الصوفية، أو من خلال موسيقى الأورجن الكنسي، لاستحضار أجواء كورال الكنيسة في المكان.
أما الفقرة الثالثة، فهي الإنشاد الديني مع تسجيلات لأكبر المقرئين والمنشدين الصوفيين، أو من خلال الترانيم الكاثوليكية، التي تقوم بها إحدى المرنمات، لتغوص في عالم كامل من الروحانيات والتجرد عن الذات البشرية، وتنتهي الجلسات بفقرة رابعة، وهي نقاش تحليلي مفتوح بين الحضور، وعرض نتائج التجربة وشرح التأملات التخيلية، التى يقوم بها المشاركون. وينوه على المشاركين قبل الحضور بارتداء ملابس خفيفة ومريحة، وعدم تناول الطعام قبل الجلسة بساعة، لضمان الحصول على نتائج ناجحة.