الإجابة
ما ستقرأه الآن ليس مقالاً للرأي.. بل مجرد قصة قصيرة.. أما الرأي.. فهو متروك لك.
يُحكى أنه في زمن لم يأت بعد عميق في المستقبل.. أعاد العالم تشكيل نفسه ليصبح ثلاث دول كبار عظام.. فقط ثلاث دول. كلها مبنية على أساس ديني، فبعد 480 عاما من الحروب والنزاعات والصراعات اعترف البشر أخيرًا أنهم يحاربون حربا مقدسة. وأنها لن تكون الا كذلك. الله معنا - فلتكن مشيئته.
إنه اليوم الذي سيعلن فيه خليفة المسلمين عن رده على خطاب تهديد من زعيم الدولة المسيحية. ذلك الخليفة الذي كان على يديه خضوع آخر بلاد آسيا القصوى منذ 13 عاما، دولة تقع بين حدود الصين شرقا إلى حدود ليبيا غربا، ومع ذلك فهو مازال يذكر ذلك اليوم الذي اضطر فيه للتنازل عن نصف مصر ونصف ليبيا الشماليين لصالح الدولة اليهودية، ذلك الاتفاق الذي أذله بعد أن أدرك أنه مهزوم لا محالة. وهو الآن يتلقى خطاب تهديد مطالب بالتنازل عن جزر اليابان والنصف الشرقي للصين من أجل الدولة المسيحية الصليبية، وإلا سيواجه حربًا مع إمبراطورية ضخمة تشمل الأمريكتين وثلاثة أرباع أوروبا من الغرب وأستراليا، سيطوقونه من كل الجهات، خصوصا بعد التحالف المُبرم مع دولة يهود التي تحد دولته من كل شمالها.
ولكن.. لا مفر. إنها الحرب المقدسة.. الحرب الكبرى. فلو ضحى بكل نفس معه لفعل ولكان ثمنا بخسا.
- لقد أعلن الحرب
- لقد أعلن الحرب
- الجهاااااااااااد
- الله أكبر
ردة فعل الشارع في دولة الخلافة الإسلامية بعد كلمة الخليفة الحماسة تجري في دم كل الشباب إحدى الحسنيين.
اختفت أراض وجزر كاملة من على وجه الأرض.. قُتل مالا يقل عن مليار شخص في غضون 3 أشهر. الوحيد الذي كان خارج دائرة الخطر كان رائد الفضاء معدوم الجنسية والهوية القائم على المحطة الأرضية الفضائية. إنه الشخص الوحيد الذي تم الاتفاق على اسمه ليقوم بهذا العمل من قبل الدول العظمى الثلاث. سنتان قضوها في خلاف على تسمية من يقوم بهذه المهمة.. وما كادوا يفعلون.. وما اضطرهم ليفعلوا إلا أنه لا بد من أحد يقوم على هذه المحطة لأنه ببساطة يتحكم بتكنولوجيا الطقس التي تجعل الأرض تنبض بالحياة إلى الآن بعد أن كادت تختفي الحياة بكل أشكالها.
من عنده كانت الأرض تشتعل.
كانت الأرض كما لو ثار فيها مئات البراكين دفعة واحدة.
كانت منطادا يشتعل.
وفي لحظة من تجلياته وهو يُدخن سيجارة ويتابع الحرب "أونلاين" من على شاشة حاسوبه و"لايف" من شباك قمرة القيادة. خطر له أن يستخدم جهاز التنبيه السمعى الأرضي. إنه جهاز يستخدم في حالة التحذير من قدوم خطر مباشر على الأرض. نظام كنظام الإنذار في الحروب. سماعات موجودة في كل مكان على الأرض.
- أنا عندى الحل
- أنا عندى الحل
ظل يُكررها حتى تأكد أن كل من على الأرض يسمعه. من في الميدان ترك سلاحه ومن في بيته هب واقفا ليسمعه. الكل كان من داخله يأمل أن يقول إنه عنده حل لوقف الحرب.
صمـــــــت رهيــــــــــــــب
- أنا عندي حل لما أنتم فيه.
- أنتم تتقاتلون من أجل الله أليس كذلك؟
- أليس هو من تحاولون إرضاءه بمزيد من الدماء؟
- الأمور أصبحت أبسط وأسهل.
على الأرض 20 مليار مؤمن بالله.. مختلفون في العقيدة بين ثلاث ديانات.. فلنبتهل !! ألن يستمع الله لثلث سكان الأرض يبتهلون في نفس الوقت؟ أيترككم تبتهلون جميعا ولا يتدخل ليظهر الحق؟ فليبتهل كل أتباع دين يوما.. ولننظر ماذا جرى.
الآن أنت يارب.. أنت الذي ننتظر أن يتكلم.. أن يُظهر لنا الحق.. هكذا قال كل إنسان على وجه الأرض في عقله.. اتصل زعماء الدول الثلاث لتبينوا رأيهم.. ووافقوا.. سيبتهلون.. سيبدأون بالأقدم.. ستبدأ دولة يهود.. ثم دولة يسوع.. ثم دولة محمد.. ولو أظهر الله حقا في أي يوم يعم السلام وينتصر أصحاب الدين.
اليوم الأول
دولة اليهود
الهيكل الضخم في القدس أورشليم.
المعابد مضيئة.
الابتهالات في كل مكان في الدولة.
حائط المبكى كيوم الحشر.
منتصف الليل أقدم.
لم يحدث شيء.
لا إجابة
أُبعدت دولة يهود
******
اليوم الثاني
دولة يسوع.
صليب هائل يتقدم المشهد.
ترانيم.
الكل خاشع.
الكل قلبه معلق بالسماء.
ينتظر أن تفتح له.. أو حتى يخرج نورا من الأرض.
منتصف الليل أقدم
لم يحدث شئ
لا إجابة
أُبعدت دولة صليب
******
استبشرت صدور المسلمين
كيف تظنون أن يجيب الله عليكم؟
أنتم أيها المشركون الضالون
الله أكبر
الصلاة
الطواف
أكثر من 9 مليارات ساجد في الأرض باك خاشع يبتهل.
وأقبل منتصف الليل
ولم يحدث شيء
لا إجابة
ما معنى هذا؟ وما معنى إن أُبعدت دولة محمد هي الأخرى فهزيمة دولة قد يعني انتصار الأخرى والآن.. كلهم مهزومون. لم يكن أكثر من 5 أيام حتى قتل خليفة المسلمين وصلب إمبراطور المسيحيين وحرقت جثة زعيم دولة اليهود بعد قطع رأسه، الثورة فى كل مكان
كل رجال الدولة قتلوا.
لقد قتل الشعب كل ساسته.
كل شعب قتل كل الساسة.
لم يبق على وجه الأرض رجل دولة واحد.
لقد قتلوا من ظنوهم أنجاسا وبسببهم لم يرد الله ولم يجب.
*******
صمت رهيـــــــــب
ووقع كل من على الأرض على ركبتيه، ونظر 20 مليار إنسان إلى السماء.. أطفئت الأنوار.. والكلُ يهمهم
"يارب - يارب - يارب - يارب -يارب".
في انتظار الإجابة...