التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:04 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (29)

ما أعتقدش أبدا إن مرسي جميل عزيز وكمال الطويل، وهم بـ يجهزوا أغنية "قولوا له الحقيقة" كانوا يعرفوا اللي هـ يطلع من تحت راس الغنوة دي على كذا مستوى، ولـ سنين طويلة بعدها.



أولكشي، الغنوة اتذاعت في فيلم "شارع الحب"، ونجحت مع نجاح الفيلم، أو يمكن الفيلم نجح مع نجاحها، المهم  إنها اتشهرت بـ اسم "أبو عيون جريئة" علشان قفلة المذهب.


تعبير "أبو عيون جريئة" انتشر، وبعدها بـ شوية، عبد الناصر بـ يقلب في مجلة، لقى مسابقة معمولة في مصيف المعمورة، اسمها مسابقة "أبو عيون جريئة" مشترك فيها عدد من الشبان، راح اتصل بـ عبد الحكيم عامر، الساعة 6 الصبح، وقال له: قبل الضهر العيال دي تكون اتجندت، ويتحلق لهم زيرو.


عامر سأله، ولو فيهم حد وحيد؟


قال له: يتعمل له قرار جمهوري يتعمل له استثنا، ويتجند.


الناصريين واللي بـ يحبوا ناصر، بـ يحكوا الحكاية دي بـ اعتبارها دليل على عظمة الزعيم، وازاي هو خايف على البلد، ومش مستحمل إن شبابها ما يبقوش رجالة.


اللي مش بـ يحبوا ناصر، أو ضد توجهاته، طبعا بـ يحكوا الحكاية، بـ اعتبارها دليل على ديكتاتورية عبد الناصر، وكان فيه سجال على بريد الأهرام من كام سنة، السجال ده ختامه كان دراماتيكي لطيف جدا.


الأول نشر البريد رسالة من واحد بـ يفكر الناس بـ الحدوتة، ويبكي على زمن ناصر، بعدها بـ كام يوم رسالة تاني بـ ترد الرد التقليدي، بس بعد كام يوم نشر البريد نفسه رسالة من واحد بـ يقول إنه مصري عايش في أمريكا، وإنه كان واحد من الشبان اللي اشتركوا في المسابقة، وإنه سعيد بـ قرار عبد الناصر، لـ إن التجنيد خلاه "راجل"، ولولاه كان لسه غرقان في "أبو عيون جريئة".


الله أعلم إن كانت الرسايل دي حقيقية، ولا متفبركة، ولا إيه الموضوع؟ بس الألطف إنه سنة 2007، اتعملت مسابقة لـ مستر إيجبت، وحصل عليها هجوم شنيع، وكان واحد من أهم أسباب الهجوم، إن راعي المسابقة كان جمال مروان، حفيد جمال عبد الناصر.


لكن الحكاية ما تجيش حاجة جنب الهيصة اللي اتعملت لما علي جمعة، المفتي الأسبق، قال في برنامج إن حليم غنى أبو عيون جريئة لـ النبي، وإنه قعد مع عبد الوهاب، وعملوها بـ كلام تاني، وكده.


قامت هيصة من الإخوان على أساس إن دولة 30 يونيه عايزة دين مشخلع، وأشياء من هذا القبيل، وطلع كلام ونزل كلام وهيصة، والموضوع خد أكبر من حجمه (إن كان له حجم)، وتقديري إن السبب في ده هو إن جمعة كان عنده معلومات مشوشة، وخصومه كانوا متربصين بيه.


إيه أصل الموضوع؟


حليم ما غناش الغنوة دي لـ النبي طبعا، ولا كان في دماغه ولا دماغ كمال الطويل، ولا عبد الوهاب له علاقة بـ الموضوع من قريب أو من بعيد، والحكاية إن المنشدين الشعبيين بـ ياخدوا الألحان المشهورة، ويعملوا عليها كلام "ديني". ده حصل مع أغاني كتير، زي مثلا: "يا ناسيني"، كان المنشدين عندنا بـ يغنوها "يا ناشيني" ويكتبوا عليها كلمات لـ ربنا.


عبد الحليم سمع إن فيه منشدين عملوا كده في "قولوا له"، فـ كان في حوار إذاعي مرة، فـ قال الحكاية دي، قال كده إن المنشدين غيروا الكلمات، فـ بقت كده، وراح مغني المقطع بـ الصيغة الجديدة: "روحوا له المدينة".


مش بس حليم، أنا سمعت الموضوع في كذا حوار زمان، منهم حوار تلفزيوني مع الموجي، والكلام بـ يبقى عن فكرة إنه مفيش خصومة بين المزيكا والدين، وإن الألحان اللي بـ يغنوها ينفع تبقى "إنشاد".


تقديري إن جمعة كان بـ يردد نفس الكلام، وكان عايز يدلل على كده، فـ اختلط عليه الأمر، وبعدين الجميع كل واحد قعد يفتي على هواه، وكان ممكن الموضوع يعدي لولا السياسة الله يسامحها.


بس إحنا ما اتكلمناش عن الغنوة فنيا خالص


نتكلم


بس بكرة بقى