ما وراء الكاميرات.. كيف تصنع الأعمال الدرامية الناجحة؟
لا أحد منا لم يسمع بعض هذه العبارات، ويسرح في معانيها: "إحنا في عصر تفتيح المخ، أنا شربت حشيش يا سعاد، يا عزيزي كلنا لصوص، إحنا في زمن المسخ، من النهارده مفيش حكومة أنا الحكومة".
هذه الكلمات والمشاهد، كتبها سيناريست عظيم، اعتصر ذهنه وأخرجها للنور، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فحتى تظهر على الشاشة، لا بد أن تمر بمراحل عديدة ومعقدة.
"دوت مصر" يعرض لك مراحل كتابة الأعمال الدرامية.
السينـاريـو
"سيناريو" كلمة إيطالية، تعني العرض الوصفي للمناظر واللقطات والمشاهد التي سيبنى عليها الفيلم بطريقة مفصلة على الورقة، والمونتاج هو مسار الفيلم وما يجري فيه من أحداث.
وحين يحول كتاب إلى فيلم أو مسلسل أو مسرحية، يكتب سيناريو للعمل، يتوقف عليه نجاح العمل من فشله، فقد يعالج الفكرة بركاكة وسذاجة، أو يعاني ضعفا في الحبكة، ما يجعل المشاهد يفقد تواصله معه، وفي أحيان أخرى، يكون دقيقا وملما بكل التفاصيل، ومسيطرا، بحيث ينقل الخبرة الإبداعية كاملة للمتلقي، ما يجعله سعيدا ومستمتعا.
الحوار
هو الحديث الذي يدور بين شخصيات العمل، أو في ذهن أحدهم. وهو من أهم العناصر التي تساعد على التطور الدرامي للعمل، والكشف عن أفكار الشخصيات.
يمكن أن يأتي الحوار ضعيفا، فيفشل في توضيح فكرة العمل، سواء ما يدور على ألسنة إحدى الشخصيات، ويكون غير متوافق مع نفسيته وتطوره الدرامي، أو ما يغير مجريات العمل بشكل غير متوقع أو مقبول.
ويجب أن يعبّر الحوار عن الشخصية صاحبة الحديث، ويحدد من هي، وماذا تفعل، ويمنحها مفردات منتقاة لتمييزها، والتعبير عن مشاعرها، وتطورها الدرامي، وعلاقتها بالشخصيات الأخرى.
الحبكة
هي تنظيم وترتيب الأحداث بحيث تؤدي المقدمات للنتائج، ولا تكون هناك انتقالات مفاجئة، أو غير منطقية، حتى يقتنع المشاهد بما يراه على الشاشة، وهي من الخطورة بحيث يمكن أن ترفع من مقام العمل، أو تخسف به الأرض، وتجعله مجرد صور متحركة باهتة لا قيمة لها.
والترتيب يفرضه الوسيط الدرامي الذي اختاره الكاتب لتقديم عمله "المسرح، التلفزيون، الإذاعة المسموعة"، بافتراض أن الكاتب على دراية كافية بطبيعة الدراما وخصائصها، مثل "التكثيف، التماسك، لحظة التنوير".
وما يمنح الحبكة التشويق اللازم، وجود سلسلة من الحوادث، تنتج كل حادثة منها، من حادثة أخرى، في بناء متماسك وثيق الأركان.
التصوير
من أكثر المناطق إبداعا في صنع الأعمال الدرامية، حيث تحويل الكتابة والورق إلى واقع عملي، على شاشات السينما والتلفزيون.
ويوجد نوعان من التصوير، هما:
"التصوير السينمائي" ينقل الصورة المتحركة مع الصوت على امتداد فترة زمنية محددة، بكل ما تتضمنه من أحداث ووقائع، مع الاهتمام بكل لقطة، وتصويرها على حدة.
و"التصوير التلفزيوني"، الذي ينقل الصورة والصوت في وقت واحد، عبر تصوير المشاهد و اللقطات.
وفي السينما، تكون مدة عرض الفيلم ساعة أو ساعتين، وربما يستغرق العمل عليه سنة أو سنتين، بينما المسلسل الذي يحتوي على 20 حلقة، مدتها ساعة، لا يستغرق غالبا أكثر من 6 أشهر.
تأتي في النهاية مرحلة المونتاج، حيث دمج جميع العناصر السابقة، بحرفية، ودون وجود فجوات، وبتسلسل منطفقي، وصولا لتقديم عمل يعبّر عن رؤية المخرج والمؤلف والمشاركين فيه.