فيلم عن المحرقة النازية يفوز بجائزة "كان" الكبرى
منحت جائزة لجنة التحكيم الكبرى، فى مهرجان "كان" السينمائي في دورته الـ 68، إلى فيلم "ابن شاؤول" (Son of Saul)، للمخرج المجري لازلو نيميس.
وتدور قصة الفيلم حول "شاؤول"، السجين اليهودي ضمن مئات الآلاف من اليهود المعتقلين في معسكر أوشفتز الشهير بمعسكر الموت في بولندا، وهو ليس سجينا عاديا، بل من أولئك اليهود المتعاونين مع الألمان، الذين كان يطلق عليهم "السوندركوماندو"، والذين كانوا مسؤولين في معسكرات الاعتقال عن نقل جثث اليهود إلى المحارق، ثم التخلص من الرماد.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية، إن نيميس تمكن بإمكانيات المحدودة تقديم فيلم "كبير". فمن، بعد الوثائقي-الأسطورة "Shoah, 1985" لكلود لانزمان، أو حتى "الحياة جميلة" (1997) لروبرتو بنيني، لم يكن هناك من يجرأ على اقتراح نظرة "جديدة" على تلك الحقبة القاتمة من التاريخ.
هذا كان التحدي الذي واجهه ببراعة لازلو نيميس عبر يومين في جحيم محرقة نازية بعيني الأسير "شاؤول أوسلاندر"، الذي يرغم على إتلاف جثث اليهود من أبناء دينه بعد أن يتم تسميمهم بالغاز. ويخال لشاؤول أن إحدى الجثث هي لابنه فيصاب بهوس القيام بمهمة مستحيلة، سرقة الجثة من غرفة التشريح حيث قرر النازيون إجراء تجارب عليها، والبحث عن رجل دين يهودي "حاخام" لدفنها.
وبعد أن قدّم الممثل الدانماركي مادس ميكلسين الجائزة للمخرج لازلو نيميس صرح الأخير قائلا: "هذه هي جائزتي الأولى في مهرجان كان. وفي هذا الفيلم، أردت أن أطلع أبناء جيلي عن إبادة اليهود في هذه القارة التي لا تزال مسكونة بها"، وأكد على اختياره "التصوير بتقنية شريط 35مم لخلق لغة جديدة".
ويذكر أن لازلو نيميس (38 عاما) ليس جديدا في عالم السينما رغم أن "ابن شاؤول" هو باكورته الإخراجية، فعمل كمساعد للمخرج المجري الكبير بيلا تار في أفلامه السابقة.
والجائزة الكبرى للجنة التحكيم تختلف عن السعفة الذهبية، أرفع جوائز المهرجان، في كونها تعبر عن رأي لجنة التحكيم الخاص، ولا تخضع بالضرورة للمعايير السينمائية العامة.