التوقيت الإثنين، 04 نوفمبر 2024
التوقيت 08:10 م , بتوقيت القاهرة

"عصر النهضة".. تحولات سياسية غيرت مفاهيم الفن

ثورة في أوروبا ثم مولد جديد، تلك هي الفترة الزمنية التي شهدت تحولات جذرية في أوروبا، أطلق عليها "الرينسانس"، أو عصر النهضة، الذي طوى صفحة الكنيسة الإقطاعية، وأوهام صكوك الغفران، لتبزغ طبقة من البرجوازيين الجدد وطوائف الشعب، مستفيدة من ثمار التقدم العلمي التجريبي، معلنين تمردهم على سلطان الكنيسة.


غطى عصر النهضة فترة زمنية، امتدت منذ مطلع القرن الرابع عشر الميلادي في روما، ووصل إلى ذروته في القرن الخامس عشر، ليسود أوروبا بأكملها بعد ذلك، فتستمر ذيول النهضة في حركة البعوث الكشفية الجغرافية، وفي صورة حركات الإصلاح الديني والصراع المدني، من أجل العقيدة بين قوتين كبيرتين هما الكاثوليكية والبروتستانتية، والذي استمر حتى اندلاع الثورة الفرنسية.


ومع تطور العلم والحركة البشرية الجديدة وظهور الطباعة، خطت أوربا خطوات جديدة نحو مرحلة ثقافية وحركة بشرية جديدة، تحررت فيها العقول، وانعكست بالأخص على الفنون الجميلة، لتثور هي الأخرى على القيود الدينية، التي فرضتها مفاهيم العصور الوسطى، وفيها اهتم الفنانون والمفكرون بالفنون والأفكار الإغريقية والرومانية القديمة، التي سادت قبل مرحلة التقهقر والانحطاط الثقافي، وبدأ من جديد التفكير الفني والأدبي والعلمي، في تخطي حدود الفكر الديني الغيبي الضيق.


إلى ذلك فإن عصر "الرينسانس" شهد بلوغ فن التصوير ذروته، ليصبح الفن الأول في عصر النهضة، متميزا به كثير من الفنانين ذوي النزعة الدنيوية المسرفة في صراحتها، وبدت الفنون التشكيلية أكثر تحررا من قيود العرف والتقاليد والروح الدينية المتزمتة. وأخرج الفنانون بذلك صورا تنبض بالحياة، مستخدمين بمهارة فائقة الأصباغ الزيتية واللعب بتأثير الضوء في لوحاتهم، متبعين المدارس الواقعية، بعيدا عن الرمزية والموضوعات الميتافيزيقية.


من أبرز الرسامين في عصر النهضة "رينسانس"


جوتو دي بوندوني:


واحد من أهم رواد عصر النهضة (1267-1337)، وإليه يرجع الفضل كأول من تعامل مع اللوحة الفنية، كنافذة إلى الفضاء وتطوير المنظور الخطي الواقعي للغاية. أكسب الأشخاص في تصويره حيوية ليؤكد نبوغه وقدراته على إظهار تفصيل الأشياء والأبعاد والظلال والأضواء. من أهم لوحاته "مقابلة عند البوابة الذهبية" و"البكاء على القديس فرانسيس".



قبلة الآلهة- من أعمال جوتو دي بوندوني.


ليوناردو دافينشي:


إلى جانب كونه موسيقيا وخطيبا مفوها ومنشدا نادرا، ومخترعا عظيما، كان دافنشي نحاتا ورساما باهرا أيضا. تميزت لوحاته بالتركيز على الوصف الحقيقي لعالم الطبيعة، كما في "عذراء الصخور" و"العشاء الأخير".



ولد دافنشي عام 1452 في توسكانيا، وهو رسام "الموناليزا"، تلك المرأة ذات النظرة الغامضة، التي تقبع الآن في متحف اللوفر، وصنفت كأشهر لوحة فنية في تاريخ البشرية.


مايكل أنجلو:


رسام ونحات وشاعر إيطالي، ولد 6 مارس عام 1475 في قرية كابريزي قرب أريتسو بتوسكانا، كان دائما يخلق عدة معاني من لوحته، من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين، ومواضيع أخرى.


من أشهر أعماله "تمثال النبي داوود"، ورغم اعتبار رسم اللوحات من الاهتمامات الثانوية عند أنجلو، إلا أنه تمكن من رسم لوحات جدارية عملاقة، أثرت بصورة كبيرة على منحى الفن التشكيلي الأوروبي، مثل تصوير قصة "سفر التكوين" في العهد القديم على سقف كنيسة سيستاين، ولوحة "يوم القيامة" على منبر كنيسة سيستايت في روما.



خلق آدم- من أعمال مايكل أنجلو.


رافاييل (1483-1520)


يعد واحدا من أعظم رسامي عصر النهضة الإيطالية وأكثرهم تأثيرا بوالده الرسام جيوفاني سانتي، تكمن روعة رافاييل في موهبته بوصفه مصورا موضحا، أي تصوره للرؤية المثالية التي تنطوي عليها مخيلة الفنان، كان له طابعه الخاص القائم على التدرج اللوني الدافئ، وعلى المواضيع الهادئة والمناظر الواسعة.



من أشهر لوحاته لوحة "زواج العذراء"، و"مدرسة أثينا" في الفاتيكان، و"العائلة المقدسة"، و"عذراء سيستينا" بمتحف درسدن.


تشيمابو 1240-1302


رسام إيطالي وفنان فسيفساء من فلورنسا، ينظر إليه عادة باعتباره آخر رسام عظيم في التقاليد البيزنطية، وهو أيضا معروف بسبب أحد تلامذته "جيوتو"، الذي أحدث ثورة في الفن في إيطاليا، الذي ضم مشاهد تبدو أن الأشكال مستوية نسبيا، وكان تشيمابو رائدا في التحرك نحو الطبيعية.



ولم يولد الفن الإيطالي إلا عندما بدأ تشيمابو الفلورنسي يرسم في القرن الثالث عشر، وكان يلقب بشيخ الرسامين، عندما كان يرسم كان يعطى شخوص لوحاته طبيعية، يسعد بها كل من يراها.