لماذا لا تطبق الروشتة الإلكترونية في مصر؟
من المواقف التي لا تنسى عندما كانت أمي مريضة، وطلب منها الطبيب إجراء أشعة، وكتب نوع الأشعة على إحدى الروشتات الخاصة به، وعندما ذهبنا لإجرائها، لم نستطع فك طلاسم نوع هذه الأشعة، حتى اضطررنا في النهاية إلى التحدث الشخصي للطبيب لمعرفة نوع الأشعة.
الأمر لا يتوقف على الأشعة فقط، فالروشتة التي تعتبر الخطوة الأولى للعلاج، قد تتحول إلى كارثة لا سيما عندما يكون خط الطبيب سيئا وما أكثرهم، فيبدأ الصيدلي في محاولة معرفة اسم الدواء، ولكن احتمالية الخطأ واردة، وبعض الأدوية تتشابه في أسمائها بدرجة كبيرة.
يقول الدكتور أحمد الجويلي، منسق حملة "أنا صيدلي أنا فاهم شغلي": "يعتقد كثيرون أن الفارق بين الصيدلي والعامل داخل الصيدلية هي مقدرته على قراءة الروشتة المعقربة التي يكتبها بعض الأطباء، إلا أن هذا غير صحيح، فلا يصح أبدا أن يقضي الصيدلي أكثر من نصف ساعة في محاولة قراءة روشتة، ما يجعله قد يخطئ ويصرف للمريض دواء آخر".
ويضيف: "ومن الأمثلة التي واجهتها أنا شخصيا إن مريضة تعاني من نزيف جاءت لتصرف الروشتة، التي كتبها طبيب النساء والتوليد، والذي وصف فيها حقنتين دايسينون وحقنتين هيموستات مع دافلون وجينيرا، وأوضحت للمريضة ببساطة إن الدكتور يقصد أن هيموكيون بدلا من هيموستات، لأن الهيموستات هو نفس الدواء الدايسينون، وكان يمكن لهذا الخطأ غير المقصود أن يسبب العديد من المضاعفات".
كما يلجأ بعض الأطباء إلى كتابة أول حرف أو حرفين فقط من اسم الدواء، ويترك الباقي لتخمين الصيدلي تارة أو كتابه الدواء بخط مبهم تماما غير واضح المعالم تارة أخري وكلا الأمرين سيؤدي حتما إلي صرف دواء خاطئ قد يؤدي إلي تدهور الحالة الصحية للمريض.
الروشتة الإلكترونية مطلوبة
تعتمد الروشتة الإلكترونية على كتابة الدواء على الكمبيوتر، بحيث نتلافى حدوث أي أخطاء إملائية، أو في حروف الدواء، وهو نظام يُعمل به في كثير من الدول الغربية، وبدأ بعض الأطباء في اتباعه بالفعل ونتمنى أن يعمم.
وعن هذا النوع من الروشتات، تقول الدكتورة أسماء الطناني، أخصائية علاج طبيعي وعضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة، إن استخدام الروشتة الإلكترونية من الأمور البسيطة، التي تتمنى أن تطبقها مصر على الجميع، فهي أولا تتيح تخزين جميع المعلومات عن المريض على جهاز الكمبيوتر، وتتيح معرفة تطورات حالته الصحية.
كما أن الروشتة الإلكترونية تجعل المريض سعيدا، حيث إن الغالبية العظمى من المصريين يعشقون الجديد، وخاصة المختصة بمجال التكنولوجيا، لذلك يؤهلون نفسيا كثيرا عندما يرون الروشتة الإلكترونية، ويتجاوبون بالفعل مع الطبيب.