مثقفون: "كتارا" سيئة السمعة.. وآخرون: الثقافة ملك الشعوب
ينتظر العرب غدا الإثنين، متابعة ما سيجري في مهرجان "كتارا" للرواية العربية، الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، ويستمر حتى 21 من مايو الحالي.
ويتابع حشد من المدعوين والضيوف من داخل وخارج دولة قطر، فاعليات المهرجان المتنوعة، والتي تبلغ ذروتها مساء يوم الأربعاء 20 مايو، مع حفل توزيع جائزة كتارا للرواية العربية، في دورتها الأولى، وهي الجائزة الأكبر من نوعها في الوطن العربي، حيث يبلغ مجموع قيمة الجائزة المقرر توزيعها على 10 أعمال، 650 ألف دولار.
غامضة
ورغم الإعلان عن الجائزة منذ العام الماضي، لكن لا أحد يعلم لوائح تنظيم الجائزة، وكيف يتم اختيار الأعمال، كما أنه لم يعلن عن قائمة طويلة، ولا قصيرة للأعمال المرشحة للفوز.
ووجهت الاتهامات للجنة تنظيم الجائزة بتعمد التعتيم الإعلامي، وعدم الكشف عن أسماء أعضاء لجنة تحكيم الجائزة حتى الآن.
ويبقى أن كل ما كشفت عنه اللجنة المنظمة للجائزة القطرية، أن مصر كانت في صدارة المشاركات من حيث العدد، فوصلت للجنة أكثر من 240 رواية مصرية، غالبيتها غير منشورة، كما أن هناك مشاركات من دول المغرب العربي، في مقدمتها المملكة المغربية، تليها الجزائر، بالإضافة إلى روايات من دول غير عربية مثل، إيران، وتشاد، وإرتيريا.
مخابراتية
"دوت مصر"، استمع لتعليقات مثقفين حول غموض الجائزة التي وصفها بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بـ"المخابراتية".
هشام أصلان، روائي مصري، قال إنه لا يعرف عنها سوى ما قرأه في الصحف، وأن هناك عددا ضخما من الروايات المصرية ستشارك في الجائزة، وأن للجائزة فرعين، أحدهما مقدمة لـ5 روايات مطبوعة، وستمنح جائزة تقدر بـ60 ألف دولار لكل رواية منهم، والفرع الثاني مقدم لـ5 روايات غير منشورة، وستمنح لكل منها 30 ألف دولار، وسيتم اختيار رواية تصلح لتحويلها إلى السينما أو الدراما، وستحصل الفائزة على مبلغ قدره حوالي 200 ألف دولار.
موقف سياسي
وأضاف أصلان "أعتقد أن فكرة التعتيم مش دقيقة، بقدر ما إن الموقف السياسي مع قطر مسبب شوية حرج في الكلام عن الجايزة بصراحة".
وأوضح صاحب "شبح طائرة ورقية"، أن دور النشر لم تكشف عن الروايات التي رشحتها للجائزة، ولفت إلى استنتاجه بأن يكون التعتيم بناء على طلب الكاتب.
فضيحة
ومن جانبه، وصف الروائي فتحي سليمان، الجائزة بـ"الفضيحة". وقال إن التعتيم الإعلامي لم يأت من فراغ، لأن الجائزة مصدرها دولة لها سوابق سياسية غير مشرفة، وبالتالي فهي تشبه البيت سيء السمعة لا يتم الإعلان عنه.
ويرى سليمان أن كل من قدموا في الجائزة يخجلون من الكشف عن أنفسهم، وشبه سليمان خجل المرشحين بالسيدة التي تتزوج عرفيا وتخجل من الإعلان عن زواجها.
المرشحون
وأكد سليمان أن أحد المنتمين لجماعة الإخوان المقيمين في قطر، توعد بنشر قائمة بكل أسماء المرشحين المصريين الذين شاركوا في الجائزة.
وعن سر قيمة الجوائز المالية المبالغ فيها، قال إن قطر تستغل ثرائها، وتحاول سرقة الأضواء من جوائز البوكر، والشيخ زايد، وساويرس، والطيب صالح.
وعن القوائم الطويلة والقصيرة الغائبة، قال بسخرية "ليس هناك قوائم أو ربما تشبه قائمة منقولات يوقع عليها ثري قطري عندما يتزوج من فتاة مصرية!"
بعيدا عن الأنظمة السياسية
في المقابل، يرى رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور خلف الميري، أن الخلافات السياسية لا ينبغي أن تتداخل مع العلاقات الثقافية بين الشعوب، مؤكدا أن الثقافة ملكا للشعوب وليست ملكا للدول، كما أن العلم ليس له دين وليس له وطن. وأضاف "لترفع الأنظمة أياديها عن الثقافة".
ومن جهته، أشار الناقد شعبان يوسف، إلى أن الخلافات السياسية التي أغضبت الدول العربية بسبب اتفاقية كامب ديفيد في السبعينيات، وتسببت في مقاطعات العرب لمصر ونقل جامعة الدول العربية إلى تونس، ومع ذلك استمرت العلاقات الثقافية، والنشر المتبادل.
وقال "كثير من الكتّاب المصريين كتبوا في الصحف التونسية والسورية والعراقية والليبية، وجمال الغيطاني كان يكتب لصحيفة الثورة الليبية، وصلاح عيسى كتب لمجلة الثقافة. وأضاف "معظم المثقفين يكتبون لمجلة الدوحة الثقافية في الوقت الحالي".
وحدة الشعوب
وأوضح يوسف أنه "ينبغي الفصل بين علاقة أبناء الشعوب وبين علاقات أنظمة الدول ببعضها، ولفت إلى أن المصريين يعملون في قطر، وهناك أساتذة مصريين يعملون في الجامعات القطرية، وموظفين مصريين وصحفيين ومثقفين".
وحول عدم الإعلان عن هوية المحكمين في لجان الجائزة، قال إن هذا أمر طبيعي لضمان نزاهة المسابقة ومنع المجاملات.
وعن آلية اختيار قوائم الأعمال المرشحة ذكر أن "لوائح كتارا تحذوا حذوا مختلفا عن الجوائز المشابهة، ولا يمكن أن نتهم اللجنة المنظمة بالغموض".