العري في ألمانيا.. ثقافة الجسد الحر
التعري في ألمانيا طقس معتاد تماما، حيث يمكنك أن تجد الألمان عراة كما ولدتهم أمهاتهم، وهم يأخذون حمام شمس في الحدائق العامة بالعطلات الأسبوعية أو في فصل الصيف، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتضيف الشبكة أن العري هو أمر شائع للغاية في ألمانيا، مقارنة ببقية الدول الأخرى، مشيرة إلى أن الألمان يطلقون على العري (Freikoerperkultur FKK) أو ثقافة الجسد الحر، حيث أن ما يميز المواطن الألماني عن غيره من الجنسيات الأخرى ليس أنه يمسك بساندويتش سوسيس أو زجاجة بيرة، بل أن تراه يمشي عاريا.
ألمانيا.. يفرقها الجدار ويوحدها العري
يعود شغف الألمان بالعري إلى القرن الـ19، حيث كانوا يعتقدون أنه يساعد في الحفاظ على الصحة، وخاصة حمام الشمس الذي يعالج مرضى السل والروماتيزم. وفي عام 1920، وبينما كانت كل الدول الأوروبية تستهجن ظهور كعب قدم عارٍ، أسست ألمانيا أول شاطئ عري في جزيرة "سيلت". وبعد الحرب، أصبح ما يجمع ألمانيا الشرقية والغربية انتشار العري.
وفي ألمانيا الشرقية، كان العري منتشرا جدا، حيث كان يعتبر شكلا من أشكال الهروب من الرسميات والمسيرات والانصياع الكامل للدولة الشيوعية. كما أن الأفلام التي انتجتها ألمانيا الشرقية ظهرت فيها الكثير من مشاهد العري، بسنوات طويلة قبل ظهور العري في أفلام هوليوود. ويقال إن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قد مارست العري حينما كانت شابة، في ألمانيا الشرقية.
والآن، وبعد هدم الجدار العازل بين ألمانيا الشرقية والغربية، نجد أن الألمان من أكثر الجنسيات المتواجدة في شواطئ العري. وأن حوالي 600 ألف ألماني مسجل في أكثر من 300 نادي عري خاص، وحوالي 14 نادي عري آخر في النمسا.
طقوس شواطئ العري في ألمانيا الآن
إذا ذهبت إلى ألمانيا، فلن تجد صعوبة في ممارسة هذا الطقس. فما عليك سوى أن تتجه إلى أقرب نادي أو شاطئ عري خاص، حيث ستجد علامات تبين أنه لا يمكنك أن تدخل هذه المنطقة سوى وأنت عار كما ولدتك أمك، وإلا أوقفك القائمين على المكان، بسبب خرقك لقوانينه.
إلا أن ظاهرة العري في ألمانيا لم تعد تلقى نفس الإقبال، الذي كانت تلقاه قبل سقوط الجدار، حيث سقطت مع الجدار الكثير من المشكلات التي كانت تدفع الألمان للتحرر من ملابسهم، للتعبير عن حريتهم.