أهم 10 أفلام هوليوودية في صيف 2015 (3)
يُرجى قراءة الأجزاء السابقة قبل المتابعة:
الجزء الأول
الجزء الثاني
3 - Mission: Impossible - Rogue Nation
إخراج: كريستوفر ماكواير
بطولة: توم كروز - جيريمي رينر - سيمون بيج
موعد العرض الأمريكي: 31 يوليو
ما يُميز السلسلة عن غيرها هو حقيقة أن كل فيلم من الـ 4 السابقين له مذاق وطعم مختلف، بفضل حرص توم كروز على تغيير المخرج كل مرة. آخر الأجزاء Mission: Impossible - Ghost Protocol في 2011 كان أفضلهم من وجهة نظري، وأنجحهم تجاريا أيضا.
الطريف أن شركة بارامونت قررت بعد النجاح التجارى الباهت نسبيا للجزء الثالث في 2006، صياغة بطل جديد للسلسلة بدلا من توم، ولهذا تم اختيار جيريمي رينر، كبطل جديد نتعرف عليه في الفيلم، ويصلح كبديل مستقبلي. النجاح الساحق للفيلم الرابع، أعاد السلسلة فورا إلى حضن نجمها.
يعتبر الفيلم الجديد اللقاء الثاني لتوم كروز مع ماكواير كمخرج بعد Jack Reacher، والرابع معه كسيناريست بعد Valkyrie - Jack Reacher - Edge of Tomorrow. لدى ماكواير موهبة عالية في كتابة حبكات بوليسية مشوقة يسهل متابعتها للكل، وبدون تعقيدات سرد. أتوقع فيلما مشوقا وسريعا ودسما من حيث مشاهد الأكشن.
انتظروا فقرة أكروبات مميزة جدا على جناح طائرة، قام بتصويرها توم كروز بالفعل بدون خدع جرافيك، في محاولة للتفوق على مشهد تسلق البرج الشهير في الفيلم الرابع. الإعلان عامة عامر بكل ما لذ وطاب لعشاق الأكشن.
وصدق أو لا تصدق، هذا النجم الرياضي الوسيم القوي البنية، الذي يلكم الأشرار، ويقفز بالموتسيكلات، ويتعلق في أجنحة الطائرات، يبلغ من العمر حاليا 52 عاما!
2 - Inside Out
إخراج: بيت دوكتير
أداء صوتي: ديان لين - بيل هادير
موعد العرض الأمريكي: 19 يونيو
من بين كل استوديوهات هوليوود، اعتبر بيكسار الاستوديو الوحيد نجم الشباك. البعض يذهب للأفلام بسبب ممثل أو ممثلة (الأكثرية). البعض يفعلها بسبب اسم المخرج (أقلية). بيكسار أول شركة إنتاج يقبل الجمهور على أفلامها بسبب اسمها فقط منذ أواخر التسعينات، ولا ينازعها في هذه النقطة مؤخرا إلا شركة مارفل.
رغم هذا أعترف أن أفلامها الأخيرة Cars 2 - The Brave - Monsters University مُحبطة جدا، لكن في النهاية لدى بيكسار رصيد يكفي لإقناعي أنها مجرد كبوات مؤقتة. أفلام بيكسار تحقق ما يعجز عنه الغالبية. يُمكنك الاستمتاع بأعمالهم سواء كنت في الخامسة أو في الخامسة والتسعين، وبنفس القدر.
ما تفعله بيكسار أفضل من أي استوديو رسوم متحركة آخر، لا يتعلق بالصورة على كل تميزها، بقدر ما يتعلق بقدرتهم المستمرة على صياغة حدوتة مسلية، بشخصيات نعشقها ونتفاعل معها ولا ننساها.
مستوى الجرافيك في Toy Story 1995 لا يقارن مثلا بـ Big Hero 6 الذي اكتسح شباك التذاكر، وفاز بأوسكار مؤخرا. رغم هذا اترك الاثنين لاختبار الزمن، وسيظل الأول أكثر مشاهدة من الثاني بعد عقود من الآن.
أخرج دوكتير سابقا فيلمين من أهم وأجود أفلامهم (Monsters, Inc. - Up)، وشارك في كتابة الفيلم الذي أعتبره أعظم ما أنتجته بيكسار على الإطلاق (WALL·E). القائمة تعطيك لمحة عن أهمية العواطف في أفلامه، وقدرته الاستثنائية على مزج البهجة بالشجن. من ينسى مثلا كليب البداية السريع المؤثر جدا للحبيبين في Up؟
في Inside Out يمد دوكتير خط المشاعر والعواطف بطريقة مختلفة، بتخيل 5 أفراد داخل عقل كل منا، مهمتهم تحديد سلوكياتنا. الخمسة يمثلون عواطفنا الأساسية (الفرح - الخوف - الاشمئزاز - الحزن - الغضب). صراع وعلاقة كل منا مع الآخرين، عبارة عن صراع بين الخمسة في عقله ضد خمسة في عقول الآخرين، ويركز الفيلم على طفلة بالأخص كمحور للأحداث.
الفكرة ممتازة ومنعشة، وإذا كان هناك فعلا من يستطيع نسبيا فك شفرة طريقة تفكير البنات وتبسيطها، فهُم بالتأكيد خبراء بيكسار. أكرر الكلمة (نسبيا)!
1 - Mad Max: Fury Road
إخراج: جورج ميللر
بطولة: توم هاردي - شارليز ثيرون - نيكولاس هولت
موعد العرض الأمريكي: 15 مايو
الفيلم جزء جديد من سلسلة Mad Max التي أطلقت شهرة النجم الأسترالي الأصل ميل جيبسون أواخر السبعينات، وتم تقديم ثلاثة أفلام منها، كان آخرها Mad Max Beyond Thunderdome عام 1985، والسلسلة تعتبر واحدة من أشهر وأفضل سلاسل السينما المستوحاة من أفكار الدستوبيا والعالم بعد الخراب، أو الـ Post Apocalyptic.
اقرأ أيضا: وأخيرا دستوبيا هوليوودية ناضجة في Snowpiercer
مؤخرا امتزج هذا النوع بشريحة المراهقين وأثمر عن أعمال ناجحة روائيا وسينمائيا، على رأسها سلسلة Hunger Games الشهيرة، لكن تظل هذه النسخ بالمقارنة وجبات سناك خفيفة معدومة القيمة، وتتبخر من الذاكرة فورا قبل الخروج من قاعة السينما.
محاولات عديدة سابقا تمت لاستثمار نجاح Mad Max في أعمال مشابهة، كان أشهرها فيلم Water World في التسعينات مع النجم كيفين كوستنر، لكن لم ينجح أحد في الاقتراب من روح السلسلة الأصلية، التي بدعها ميللر بعنفها وشراستها. أتوقع أن تتفوق مشاهد مطاردات السيارات هنا حتى على السلاسل المتخصصة مثل Fast & Furious.
اقرأ أيضا: نفس الفيلم.. ورقم مختلف في Furious 7
توم هاردي ممثل ممتاز ونجم واعد، وشارليز ثيرون إضافة ثقيلة الوزن، وإعلانات الفيلم كلها بلا استثناء أكثر من ممتازة. الحملة ككل ضمن أفضل الحملات الإعلانية التي شاهدتها في العقد الأخير. روح السلسلة الفوضوية العنيفة موجودة في أغلب المشاهد، وأرجح أن الفيلم سيكون من أكبر مفاجآت الصيف من حيث الإيرادات والجودة.
جورج ميللر مخرج ومنتج الفيلم، والثلاثية السابقة أيضا، واصل التحضير للفيلم منذ مطلع الألفية، وتأجل التنفيذ عشرات المرات لأسباب مختلفة. أمامنا باختصار مخرج قدير عاد إلى مطبخه ليصنع طبقه المفضل، وأنضجه هذه المرة على نار هادئة وبتكنولوجيا وميزانية مرتفعة.
على عكس كل ما سبق في القائمة، ينتمي الفيلم من حيث التصنيف الرقابي المستهدف إلى الفئة (R)، التي تسمح بمساحة أكبر للعنف والدم، وتحرم أيضا في المقابل صناع الفيلم من الجمهور صغير السن. هذه شجاعة تُحسد عليها شركة وارنر والمخرج.
سلاسل عديدة انتقلت من الفئة (R) العنيفة إلى الفئة الأكثر نعومة (PG-13) العقد الأخير، وعلى رأسها جيمس بوند. إلى حد ما نجح بعضها في صياغة توليفة بصرية مناسبة بالفعل، لكن في بعض الحالات يستحيل أن تستبدل البهارات من الوجبة وإلا فقدت مذاقها بالكامل. هذا ما حدث عندما وصل الأمر إلى محاولات غبية، تتمثل مثلا في صناعة فيلم مثل Alien vs. Predator 2004 يمزج بين كائنين وسلسلتين دمويتين، بهذا التصنيف الناعم المسالم.
العنيد ماد ماكس عاد بعد غياب 30 عاما محافظا على رونقه وجمهوره. لا تصالح.. لا تراجع.. لامداهنة. سنلعب بنفس القواعد الدموية. التغيير الوحيد هذه المرة يكمن في استخدام تقنية العرض الثلاثية الأبعاد.
الرهان على جمهور الـ (R) سلاح ذو حدين، لكن يبدو أن كثيرين غيري اشتاقوا لعودتها، ولاحظ هنا مثلا النجاح الساحق في فبراير لـ Kingsman: The Secret Service. أتعشم أن يكافئ الجمهور ماد ماكس ووارنر على هذه الشجاعة، وأن يكون النجاح التجاري للفيلم وقودا لصناعة أفلام أخرى عالية التكلفة بهذا التصنيف.
أجواء عدوانية.. أشلاء جثث.. سيارات محترقة.. مشاهد تعذيب.. آن الأوان أن نشاهد عودة حميدة إلى عالم الثمانينات الذي أدمناه، عندما كان البطل يتحدث قليلا ويقتل كثيرا، ولا يلقي خطبا وشعارات عن التسامح والإنسانية المعذبة!.. هكذا كان ماكس المجنون مع ميل جيبسون، وأتعشم أن يعود بنفس الحال وأفضل مع توم هاردي!
هل هذا كل شىء في صيف 2015؟!
غالبا لا. وأتمنى أن أشاهد في الشهور القادمة أفلاما أخرى غير متوقعة، كانت تستحق الترشيح في القائمة. ابقوا معنا. هوليوود لا تنتهي أبدا!