"نساء الجزائر" لبيكاسو تصبح أغلى لوحة في التاريخ
حطمت لوحة "نساء الجزائر"، للرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، على الرقم القياسي لمزادات الأعمال الفنية، لتصبح الأغلى من نوعها على الإطلاق.
بيعت اللوحة بـ 179.4 مليون دولار، في مزاد نظمته صالة مزادات كريستيز، أمس الإثنين، في مدينة نيويورك، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية.
وقالت "كريستيز"، في مارس الماضي، إنها ستعرض "نساء الجزائر" للبيع بمبلغ 140 مليونا، "وستكون من أغلى الروائع الفنية في التاريخ إذا ما اشتراها أحد بالمزاد"، وفق تعبيرها عن اللوحة التي رسمها بيكاسو في 1955، وباعها بعد عام إلى الزوجين فيكتور وسالي غانتس بمبلغ 212 ألف دولار، ثم تم طرحها في أثناء بيع مقتنياتهما في 1997 بمزاد علني، دفع فيه أحدهم 32 مليون دولار واقتناها، وبعد 18 سنة باعها بربح زاد 147 مليون دولار.
لكن عددا من المنافسين شاركوا في المزاد بالهاتف، ما أدى إلى أن قفز السعر الفائز إلى 160 مليون دولار، وليصل سعرها النهائي إلى 179 مليون و365 ألف دولار، شاملة عمولة كريستيز، والتي تزيد قليلا عن 12 بالمئة.
واللوحة الزيتية التكعيبية الشهيرة رسمها بيكاسو في عام 1955، مستوحيا فكرتها من لوحة رسمها يوجين ديلاكروا، في 1834، يظهر فيها "مجموعة من بنات الهوى".
سافر ديلاكروا في 1832 إلى إسبانيا وشمال إفريقيا، فأثرت الرحلة باختيار مواضيع لوحاته التي سجل فيها ملاحظاته ومشاهداته الشخصية في المغرب، بعد فترة قصيرة من بدء استعمار فرنسا للجزائر التي شق طريقه فيها إلى مجتمعات النساء المغلقة وعالم الحريم الغامض، فاستمد منه بعد عامين مشهد 3 نساء رآهن جالسات على أرضية غرفة، ومعهن امرأة سوداء، فرسم "ظنه" في اللوحة بأنهن مومسات.
وأثرت لوحة ديلاكروا كثيرا في عدد كبير من الرسامين بعده، وأشهرهم بيكاسو، الذي جعل Les femmes d’Alger في لوحته التكعيبية مثيرة لشهوة التأمل، ويُنظر إلى اللوحة على أنها تصوير نابض بالحياة لسيدات عاريات أو شبه عاريات.
وهي واحدة من سلسلة مؤلفة من 15 عملا رسمها الفنان الإسباني بين عامي 1954و1955، مرمزة بالحروف من A إلى O من الأبجدية الإنجليزية.
وكان أغلى عمل فني من هذا النوع هو اللوح الثلاثي للفنان فرانسيس بيكون، الذي بيع بـ142.4 مليون دولار، في كريستيز في شهر نوفمبر عام 2013.