التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:03 م , بتوقيت القاهرة

مذكرات الشيخ عبدالمتعال الصعيدي في العدد الجديد من "عالم الكتاب"

خصصت  مجلة "عالم الكتاب" التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، في عددها الجديد، ملفا عن الشيخ عبد المتعال الصعيدى، حيث تنفرد المجلة بنشر مذكراته، وبعض من مخطوطاته التى تطرح عديدا من الأسئلة الجريئة، وجاءت تحت عنوان "حياة مجاهد فى الإصلاح".


يتناول الملف معارك الشيخ من أجل إصلاح الأزهر وفتح باب الاجتهاد، كما تقدم المذكرات رؤية للمجتمع المصري فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يتحدث الشيخ عن معركة "الحدود"، إذ توصل إلى غير ما كانت الفتوى عليه فى الأزهر، وكتب الشيخ ست مقالات فى جريدة السياسة الأسبوعية وكان يرى أن الأمر - الوارد فى القرآن الكريم والسنة النبوية - بالعقوبات المنصوص عليها فى هذين الحدين من الرجم والجلد والقطع وغيرها من العقوبات، إنما هو من قبيل "الواجب المخير لا المعين"، وأن هذه العقوبات إنما ذكرها باعتبارها أقصى العقوبات، فيمكن أن يكون لها عقوبات أخرى غير الرجم والجلد والقطع، كما يرى الشيخ أن الحجاب عرف وعادة، والسلطة، أى سلطة، لن تقدم على تجديد أو إصلاح الأزهر لأنها مستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه، فجاءت أفكار الشيخ كأنها الآن.


فى الملف، يقدم نبيل عبد الفتاح بانوراما لأفكار الشيخ، ويقرأ الدكتور على مبروك أفكاره عن الحرية الدينية، ويقدم حفيده هانى غانم تفاصيل مجهولة من حياة الشيخ، ويكتب محمد شعير عن الزمن العربي الدائرى الذي نتوهم فيه أننا نسير نحو المستقبل بينما نعود مرة أخرى للنقطة نفسها التى بدأنا منها الحركة، ومن هنا كان يمكن أن نبنى على أفكار عبدالمتعال الصعيدى، لكننا نظل نجتر نفس الأفكار القديمة التى لم تعد صالحة لإثارة الدهشة وإنما لإثارة الخيبة.


شعير يرى أن معركتنا ليست تجديد الخطاب الدينى، وإنما أن يتم النظر إلى الدين كشأن شخصى تماما، معركتنا هى الدفاع عن الحق فى التفكير بل والحق فى الخطأ، وحرية الاعتقاد بدون أى تهديد أو وعيد من أى مؤسسة كانت.


عبد المتعال الصعيدي (1894- 1966) كان عالما لغويا من علماء الأزهر الشريف وعضوا بمجمع اللغة العربية وواحدا من أصحاب الفكر التجديدى بالأزهر ومن المنادين بالمنهج الإصلاحي في التعليم والفكر والتجديد الدينيـ وله أكثر من 50 كتابا نذكر منها: "نقد نظام التعليم الحديث للأزهرالشريف" و"المجددون في الإسلام" و"الفن القصصى في القرآن".