منذ 70 عاما وفي 30 أبريل من عام 1945، قرر أودلف هتلر، وعشيقته إيفا براون الزواج، وبعد ساعة من عقد القران، قررا إنهاء الفصل الأخير والمهين من حياتهما بالانتحار سويا.

نهاية اللعبة

كان أدولف هتلر الفرد الأقوى في العالم. لكن خيانة المقربين منه جعلته محاصرا من قوات عدوه ستالين، لذا قرر الانتحار مختبئا في قبوٍ كريه الرائحة، على طريقة "بيدي لا بيد عمرو".

كانت الأيام الأخيرة في حياة هتلر مهينة، فقد انهارت قواه العقلية، وهو الرجل الذي نال التبجيل من قبل الملايين في حياته وخلال فترة حكمه لألمانيا.

الرجل المريض

بحلول نهاية أبريل 1945، أخذت صحة هتلر الصحية في التدهور بسرعة، وأصيبت ذراعه اليسرى بالرعشة، وعانت بشرته من الشحوب وانتفخ وجهه، بالإضافة إلى أن محاولة الاغتيال التي واجهها في عام 1944، ألحقت أضرارا بالغة في طبلة أذنه.

وكان هتلر يعاني من تشنجات المعدة الشديدة، بسبب التوتر لدرجة أنه تناول المهدئات فترة طويلة، لمساعدته على النوم ليلا، ولم يكن يأكل سوى البطاطس المهروسة والحساء.

ورغم حالته الميؤوس منها، كان زوار مخبئه يتعجبون من استمرار قدرته على العمل، ويندهشون بسبب "جنون العظمة" لديه، وإيمانه بأن حلمه النازي سيستمر في حين أن العاصمة برلين كانت تحترق في الخارج، وتعاني الانقسامات.

في آخر لحظات حياته، لم يتبق مع هتلر سوى خادمه "هاينز لينج"، وبعض مساعديه، لينفذوا أوامره بحرق جثته بعد انتحاره مع براون، وعدم السماح لرجال ستالين بالمساس بجثتيهما.

المحرقة الجنائزية

تصرف مساعد هتلر بسرعة لتنفيذ رغبات قائده، وبمجرد انتحاره وزوجته، وضع ـ برفقة مساعديه ـ جثتي الزوجين متجاورتين، وسكب عليهما 200 لتر من البنزين، ثم أضرم فيهما النار.

لم يبق المشيعون طويلا جانب الجثتين المحترقتين، لقد بدأ القصف الروسي، ما اضطر المجموعة إلى التراجع في القبو، بعد أداء التحية العسكرية سريعا لزعيمهم المحترق.

نبأ الوفاة

يوم 2 مايو عام 1945، أي بعد يومين من انتحار أودلف هتلر، بثت محطة راديو "هامبورج" أخيرا نبأ وفاة زعيم بلادها، بعد أن استعدت لكيفية مواجهة الشعب، وإخبار مستمعيها نبأ رحيل هتلر.

وبعد أن أذاعت المحطة قطعة موسيقية لريتشارد فاجنر، الموسيقي الفضل لدى هتلر، أعلنت نبأ وفاته، لتنتهي بذلك أسطورة "النازية"، وهزمت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.