صور| الرقص طقس ديني ودنيوي في الحضارة المصرية
الرقص أحد المهن التي تحاط دائما بالاتهامات من ذوي النظرة المتدينة، ولا يدرك كثيرون أن هذا النوع من الرقص أحد رموز الحضارة المصرية، فقد عرف عن القدماء المصريين أنواع مختلفة منه، وقد تطور إلى أن أصبح طقسا دينيا.
سيدات يتدربن على الرقص
وحسب كتاب "تاريخ الموسيقى والغناء والرقص"، كان الرقص يُقام في المناسبات الدينية المهمة والأعياد المصرية، وصار طقسا دنيويا، وكان يهتم الفراعنة برشاقة الرقصات، والاهتمام بالموسيقى التي تصاحب الرقص مثل الدف، وآلة قريبة إلى الجيتار، وأخرى قريبة من العود، والطبلة وغيرها، وكان يصاحب الرقص التصفيق أو "طرقعة" الأصابع.
مدرس يعلم الطلاب كيفية الرقص
لا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ عرفت مصر القديمة أنواعا مختلفة من الرقص، فكان أحد أساليب التأمل الحركي، الذي يهدف للوصول إلى التوازن، بين الأجسام الأربعة "الجسم المادي والعقلي والروحي والعاطفي".
تعبر عن ليونة الرقصة المصرية
وتصور لنا جدران الآثار المصرية سلسلة كاملة من الرقصات ذات الإيقاعات المتعددة، منها الدوران البسيط على العقبين للفتيات الراقصات، أو الرسومات التي تبدو فيها الراقصات تخطو خطواتها وراء الأخرى، مع تحريك أذرعهن، ويصاحبها في الرقص موسيقى الجنك (أحد الآلات الموسيقية حينذاك)، وكذلك المزمار.
إحدى الرقصات الدينية
وقد عرف المصريون نوعين من الفنون، الأول الحفلات الطقسية، أو ما يطلق عليها الدراما الدينية، وكان يقيمها الكهنة الذين انشأوا مدارس متخصصة لتعليم فنون الرقص التابعة للمعابد، والتي تقدم حركات محددة للفرعون والآلهة فقط.
والرقص عند قدماء المصريين كان يوظف دراميا، فقد كانت تمثل المسرحيات مثل "المسرحيات السرية" حول البحيرة المقدسة في قدس الأقداس بالمعابد، وكانت الإيماءات والحركات شعائرية تصاحب المشاهد المسرحية.
كانت تلك المسرحيات تعتبر وجبة خفيفة تقدم للملك خلال الحفلات الطويلة، يُغالب بها جوعه حتى موعد تناول الطعام، ويقدمها قائلا: "إنني أقدم لك عينك ربها راضيا"، فيقول رجال الحاشية راجين: "ضعها في وجهك".
أما النوع الثاني فكانت المسرحية الدينية، وكانت تتحدث عن الماضي والخير والشر، وكان يستخدم الرقص والحوار، وليست رموز يقصد بها إثارة إيحاءات معينة، لهذا كانت عرضا مسرحيا لا عرضا طقسيا.