التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:22 م , بتوقيت القاهرة

La Marseillaise.. نشيد الثورة الفرنسية الخالد

لامارسييز (La Marseillaise) هو النشيد الوطني للجمهورية الفرنسية، وقد تم وضعه في مثل هذا اليوم من عام 1792، أي بعد 3 سنوات على بدء الثورة الفرنسية، واعتمدته فرنسا نشيدا بموجب اتفاقية لمدة تسع سنوات بين عامي 1795 و1804، وفي زمن الجمهورية الفرنسية الثالثة اختير بشكل دائم ووافق ذلك تخليد الذكرى المئوية للثورة الفرنسية.


 حكاية النشيد


أبريل 1972 ستراسبورج. المدينة تغلي وقوات بروسيا تتقدّم زاحفة نحو فرنسا بعد قرار الملك لويس السادس عشر وضع حدّ للتحالف العسكري مع النمسا وبروسيا.


عمدة استراسبورج يقرأ إعلان الحرب وعلى صدره وشاح الثورة الفرنسية، ثم بعد انتهائه يُعزف نشيد مرح اعتبر في حينها نشيد الثورة المؤقت.


مجموعة من الثوّار المتحمسين يصرخون "احملوا السلاح أيها المواطنون. هيا لنسقط الطغاة"، بينما ينفض الحشد المتجمّع في ساحة البلدية.


مساء ذلك اليوم يقيم عمدة المدينة مأدبة عشاء للضباط قبل توجههم لجبهة القتال، ويعلن بأسف: ما من نشيد للجنود الفرنسيين الأبطال.


أثناء الحفل يميل العمدة على جاره النقيب كلود روجيه دي ليل، الذي كان إلى جانب رتبته العسكرية شاعرا وموسيقيا ومهندسا، طالبا منه أن يؤلف نشيدا حماسيا ليردّده جنود جيش الراين على الجبهة.


يعود الضابط الشاب إلى بيته في ساعة متأخرة ويشرع في تأليف النشيد وتلحينه على الكمان. في الصباح التالي، مع دقّ أجراس ستراسبورج الكثيرة، يستيقظ ويتوجه لمنزل عمدة المدينة، ويسلّمه "أغنية حرب جيش الراين".


يعجب العمدة بالنشيد ويقوم -بمساعدة زوجته- بادخال بعض التعديلات على اللحن وفي مساء نفس اليوم يُنشده أمام ضيوفه.


يلقى النشيد ترحيبا وينتشر في المدينة، وترسل نسخ منه إلى جيش الراين، ثم يُنسى كل شيء. القوات البروسية تواصل تقدّمها داخل الأراضي الفرنسية.


 


La Marseillaise


تبدأ حملات شعبية للتطوّع في مختلف مدن فرنسا للدفاع عن الثورة. من بين آلاف المتطوعين المتوّجهين إلى جبهة القتال، هناك ستمائة شاب من مدينة "مارسيليا" الجنوبية. هؤلاء الشباب كانوا يغنّون النشيد في طريقهم إلى باريس، فليهبون حماس كل من يعبرون به في مسيرهم، ومن هنا جاء اسم النشيد.


 كان الثوار يغنون هذا النشيد في طريقهم الى قصر التويلري، القصر الملكي الذي اضطر الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت للجوء إليه.


لاحقا، يقرر وزير الحرب الفرنسي اعتماد النشيد كنشيد الثورة الفرنسية.


ولكن تظلّ المفارقة أن النقيب ليل لم يكن بقدر ثورية وحماس نشيده، فحين هاجم سكان باريس القصر الملكي وهم –ينشدون كلماته- وبعد أن أسقطوا الملك، رفض النقيب أن يحلف قسم الجمهورية واستقال من الجيش. النقيب أيضا لم يكن على علم بأن نشيد الثورة والذي يسمّيه الناس "المارسييز" هو نشيده.


وأثناء الحرب العالمية الأولى تم نقل رفاة النقيب روجيه دو ليل إلى مقبرة بالقرب من مقبرة ابن الثورة العاق، نابليون بونابرت.


 حظر لا يستمر


 تم حظر النشيد في 3 مناسبات تاريخية:


الأولى، حين عيّن نابليون بونابرت نفسه أمبراطورا، وحظر النشيد في عهد الجمهورية رغم صدور مرسوم في 1795 باعتباره النشيد الوطني الفرنسي.


الثانية، حين عادت عائلة لويس السادس عشر (البوربون) إلى السلطة من بوابة لويس الثامن عشر، الأخ الأصغر للويس السادس عشر، لما يتحلى به من ارتباطات وروح ثورية.


والثالثة، وقت الاحتلال النازي لشمال فرنسا (ومن ضمنه العاصمة باريس) منعت السلطات النازية المواطنين الفرنسيين من غناء وتلحين النشيد.


 


النشيد مترجم إلى العربية?