الخروج الآمن من الصالون
لسبب ما، ليس هذا المقال مجاله، لا يزال "زواج الصالونات" جزءا من دورة حياة رجال ونساء هذا الجزء من العالم. وتنقسم حول الفكرة الآراء بين مؤيدين يرونه وسيلة تعارف مشروعة ومعارضين يجدونه مهينًا.
مبدأ أن يأتي غريبًا ليعاين "عروسة" عله يجد فيها ما يدعوه لنكاحها هو ما يجعل زواج الصالونات مرفوضًا من الكثيرات والكثيرين. رغم أن مؤيديه سيقولون بأن كل الرجال تنظر لكل النساء خارج الصالون، ومنهم من يجد ما يدعوه لنكاح إحداهن فيطلبها للزواج، متغافلين (عمدًا أحيانًا) عن أن اللقاء خارج إطار الصالون يعطي للمرأة هامش حرية أكبر للاختيار. في حين أن إطار الصالون مصمم لتقييد هذه الحرية.
وبغض النظر عن منطقية أسباب الرفض، ورغم أن بعض الرجال يُجبر على "قعدة الصالون" أيضًا. يبقى عريس الصالون مأزقا تمر به كل أنثى من سكان هذا الجزء من العالم (للأسباب الاجتماعية المعروفة).
وهذا، يا عزيزتي، دليلك للخروج الآمن منه.
الخطوة الأولى: ترسيم حدود الحرية!
يبدأ طريقك للخروج الآمن من مأزق الصالون بالرفض القاطع. حاولي أن ترفضي الفكرة بعفوية في كل مرة تُطرح أمامك. فإن لم يفهم المحيطون بك الإشارة عليك بالتصعيد واستخدام سلاح "الخناق" مع أول فرصة عريس صالونات.
في المعتاد تصمد الحدود المرسومة وتشتري لك راحة البال لفترة، ولكنها ليست طويلة. فسرعان ما سيتم استخدام سلاح "الخناقة" ضدك وسيتم استخدام رفضك لفكرة زواج الصالون للهجوم عليك.
مثال: "مادام بترفضي يبقى في حد تاني" أو "إنت أكيد في سر وراء رفضك ده (مصحوبة بنظرة ذات مغزى)".
لتفادي هذا الهجوم المضاد سيكون عليك أن تلجأي للمكر والدهاء ..
الخطوة الثانية: الصبر مفتاح الفرج!
تحتاج هذه الخطوة للتركيز على الصورة الأكبر للحياة ككل. فمأزق الصالون مؤقت رغم تكراره، والحياة مع "أهلك" مستمرة إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا. والخناق والخناق المضاد سيخلق حالة مستمرة من التوتر والنكد.
القليل من الصبر على "كوكتيل" المشاعر والأفكار المتدفقة مع خبر "طنط جايبالك عريس" قد يمكنك من خلق فرص أفضل للمناورة. إظهري التردد، كما لو كنت تفكرين في الأمر بجدية. وعليك أيضًا أن تفكري في الأمر بجدية حتى تجدي أسباب جوهرية تجعل من أمر هذا الزواج مستحيلًا.
يأتي الصبر على المشاعر بنتائج مبهرة. ستتمكنين من التخلص من فكرة العريس بسهولة وبدون تعكير صفو حياتك. حتى أنك ستجدي دعمًا ممن حولك، إلى أن يكتشفوا بالتكرار أو بالمصادفة أنك "وخداهم على قد عقلهم". وفي هذه اللحظة قد تجدين نفسك مضطرة فعلًا لمقابلة العريس.
الخطوة الثالثة: كتب عليكم القتال وهو كره لكم!
بعد فشل الرفض والخناق والمكر والدهاء، لن يكون هناك من بد من مقابلة العريس. وهذه الخطوة رغم ثقلها على القلب إلا إنه يجب النظر إليها بإيجابية. أولًا سيكون لديك مادة للنميمة في جلسة صديقاتك القادمة. ثانيًا ستتمكني من إثبات لكل المحيطين بك صدق حدسك بإن العريس غير ملائم. ثالثًا بقبولك للمقابلة ستتمكنين من الحفاظ على سلامك النفسي (تذكري الصورة الأكبرللحياة).
ولضمان نجاح خطوة المقابلة عليك بأخذ بعض النقاط في الاعتبار، أولًا لا للقاءات الصالون. لا تستقبلي الغرباء الراغبين في معاينتك علهم يجدوا فيكي ما يدعوهم لنكاحك في بيتك أبدًا. ثانيًا، كوني نفسك. ارتدي ما ترتدينه عادة وتصرفي كما تتصرفين عادة، ولا تخجلي من إبراز شخصيتك. وعليك أن تتذكري أن كل ما يجعلك مميزة خارج إطار الصالون هو ما يجعلك غير ملائمة للصالون.
ستكون خطوة المقابلة كفيلة بالتخلص من العريس، سيذهب إلى غير رجعة، أو ربما يعود فتتمكني من رفضه باستخدام السبب المقبول والمعروف في مثل تلك المواقف "ماحصلش قبول".
أما إذا لم يفلح كارت عدم القبول وأظهر المحيطون بك إلحاحًا لتكرار المقابلات فلن يتبقى لديك إلا السلاح السري.
الخطوة الرابعة: الجنون فنون!
بالمصرية الفصيحة "اعملي مجنونة". يمكنك إستخدام الإنهيار المفاجئ أمام الأسباب التافهة. أو تصعيد سلاح الخناق لأقصى مداه. لن أسهب كثيرًا في شرح "السلاح السري" ولكنك يا عزيزتي تعرفين جيدًا إنه أقصر طريق للتخلص من كل المنغصات.
"اعملي مجنونة" .. فهم يظنونك مجنونة لرفضك ويظنونك مجنونة لإصرارك على الاختيار. "اعملي مجنونة" وامنحيهم الدليل.
"اعملي مجنونة" وتذكري أن "العقلاء" لا يستعدون "المجانين"!