التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:11 ص , بتوقيت القاهرة

صور| محطات في حياة الأبنودي شكلته شاعرا

رحل عن عالمنا الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، عن عمر يناهز 76 عاما، اليوم الثلاثاء، تاركا خلفه ثروة أدبية كبيرة تعكس جانبا كبيرا من حياته والقضايا التي عاش من أجلها.


ولد الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، والذي يعد من أشهر شعراء العامية في مصر في 11 أبريل عام 1939، بقرية أبنود في محافظة قنا، لأب كان يعمل مأذون شرعي، ووالدته السيدة فاطمة قنديل، تزوج من المذيعة الشهيرة نهال كمال لتنجب له آيه ونور.


الأبنودي وأمل دنقل



التقي الأبنودي برفيق رحلته الشاعر أمل دنقل في محافظة قنا، بعد انتهاء المرحلة الثانوية، كان يفكران بالأمر ذاته وهو السفر للقاهرة، وانضم إليهما الروائي الراحل يحيي الطاهر عبدالله.


 


قطار الصعيد المتجه إلى القاهرة


في بداية الستينيات حمل قطار مقبل من الصعيد إلى القاهرة "عبدالرحمن الأبنودي وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله" وكان الثلاثة يتميزون بالبشرة السمراء والنحافة، وكان لكل منهم يحمل فن وإبداع مختلف حيث برع دنقل في شعر الفصحى والأبنودي في العامية وطاهر في القصة والرواية.


كما حمل الأبنودي معه كنز كبير وهو قرية "أبنود" التي تقع في جنوب الصعيد، بكل عاداتها وتقاليدها وأهلها، وذكريات أمه "فاطمة قنديل" التي كانت سجل لكل أشعار القرية وطقوسها، وجدته "ست أبوها" ، حيث عرف "الأبنودي" الكثير من الطقوس الفرعونية والإسلامية والقبطية من خلالهما.


وفي القاهرة وصل الأبنودي مع أمل دنقل، وذلك بعد أن ترك عمله الحكومى كمدرس هربا من الروتين الممل.


معارضة الحكومة



وبدأت حياتهما هو ودنقل في القاهرة بالعيش علي القليل من الأموال، ليلتحق "الأبنودي" بكلية الأداب جامعة القاهرة لاستكمال دراسته، وكانت القاهرة حافلة بكل الأنشطة السياسية والثقافية، حيث كان يذهبان إلى نادي القصة ورابطة الأدب الحديث وجمعية الأدباء ، فقد شغفهما حب الثقافة واشغلتهم عن الدراسة.


كانت توجهاتهما الشعرية معارضة دائما للحكومة، فعرف  دنقل بـ "شاعر الرفض"، فكان لا يخشي أن ينتقد أي شخص مهما كان منصبه، ما جعله يتعرض للقهر السياسي، وتعرض الأبنودي للاعتقال أكثر من مرة حيث تم إلقاء القبض عليه عام 1966 ضمن تنظيم وحدة الشيوعية واعتقل لمدة 4 شهور في سجن القلعة.


نكسة 1967



وبعد نكسة 1967 وفي أثناء "حرب الاستنزاف" أقام في السويس وشارك في المقاومة الشعبية بمنطقة القناة، حيث قابل عبدالحليم حافظ ونجاة ووردة.


وعمل "الأبنودي" مع الفنان عبدالحليم حافظ في "عدى النهار" و"أحلف بسماها وبترابها"، واستطاع من خلال أغانيه أن يصبح أحد علامات النضال والكفاح الوطني.


التضيق الأمني علي الأبنودي



بدأ التضييق على الأبنودي  وقت حكم السادات، حيث رفض "أمن الدولة" سفره إلى تونس، ليستكمل مشروعه في جمع الهلالية؛ واستطاع الأبنودي الخروج من مصر حيث اختار لندن منفى لمدة 3 سنوات.


وبعد عودته إلى مصر كان لدى أنور السادات رغبة في أن يكون "الأبنودي" وزيرا للثقافة الشعبية وذلك في أثناء توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، حيث كتب قصيدته "المشروع والممنوع" وكان ينتقد فيه النظام الحاكم، وحقق معه بسبب هذه القصيدة.


أعمال الأبنودي



قدم الأبنودي العديد من الأعمال ومن أشهرها: السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد، وكتاب بعنوان "أيامي الحلوة" الذي نشر في حلقات منفصلة بملحق أيامنا الحلوة في جريدة الأهرام، ثم تم جمعها في كتاب واحد  يحكي قصص مختلفة من حياته في صعيد مصر.


ونجح الأبنودي من تغير شكل الأغنية المصرية، وأضاف عليها الكثير نتيجة لتأثره بالصعيد والمواويل الشعبية والأغاني التراثية هناك، تغنى بكلماته العديد من كبار الفنانيين منهم محمد رشدي وعبد الحليم حافظ ونجاة ووردة وشادية وصباح وماجدة الرومي ومحمد منير وعلي الحجار وأنغام وأمال ماهر.


كما شغل منصب عضو لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، ولديه عدد من الدراسات الأدبية التي تبحث في التراث الشفاهي والموسيقي لمصر، ومن أهمها كتاب بعنوان "غنا الغلابة" دراسة عن الأغنية والقرية.