اللي اتخطفوا فضلوا أحباب يا أبنودي
كغيره من الشعراء، حضر الموت والغياب في نصوصه فتآلف معهم وصحبهم في أكثر من مناسبة.
يلقي "دوت مصر" نظرة على بعض قصائد الراحل عبدالرحمن الأبنودي، التي حضر فيها الموت بأشكال متعددة، وكأن الشاعر كان في مفاضلة بين طريقة وأخرى للرحيل.
في كتاب المختارات "يامنة وقصائد أخرى"، الذي جاء مرفقا بشريطين قام فيهما الشاعر بقراءة قصائده بصوته، يقدّم الشاعر نصيحة تبدو مشتهاه لمن أقبل على الموت، أمنية لا يبدو أنها تحققت معه، إذ عاني طويلا من الأزمات الصحية المتكررة.
إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول
اللي اتخطفوا فضلوا أحباب
صاحيين في القلب
كإن ماحدش غاب
واللي ماتوا حتة حتة
ونشفوا وهم حيين
حتى سلامو عليكم مش بتعدي
من بره الأعتاب
أول مايجيك الموت .. افتح
أول ماينادي عليك .. إجلح
إنت الكسبان
إوعى تحسبها حساب
بلا واد .. بلا بت..
ده زمن يوم مايصدق .. كداب
سيبها لهم بالحال والمال وانفد
إوعى تبص وراك
من قصيدة يامنة
في قصيدة "المدّ والجزر"، التي كتبها مستلهما أحداث انتفاضة 21 فبراير، التى فجرها المصريون في عام 1946، ضد "الظلم والخيانة والقيادات الجبانة". في تلك القصيدة نلمس مرارة واضحة للذات التي لا تستطيع الإقامة في حلمها.
آهين يا رفاقة
لو كنت أعرف أرجع البكرة
وأجيب بكرة
أرسي ف مواني الحلم
من غير علم
من غير تضحيات ولا دم
وأشوف نهاية الفيلم
الفيلم تافه سخيف
بطله المفتح كفيف
شريفه هو المطارد ولصه هو الشريف
ياما بليدة يا خطوة التواريخ
فقيرة الصورة وباهظة التكاليف
من ديوان الأحزان العادية
من جديد يأتي الوداع في أغنية من ألحان كمال الطويل، وفاضت دموع شادية يوما أمام جمهورها على المسرح وهي تغنيها.
قالّي الوداع - شادية
قالّي الوداع.. الوداع قالّي
حط إيده ف إيدي وقالّي: الوداع.. قالّي
بصيت عليه ف الليل ماشي
والدمعة حايرة ما نازلاشي
شايفاه بيبعد بعيد.. بعيد
بالفرحة والمواعيد.. بعيد
بالذكريات والعيد
مشي حبيبي ما خلاشي
وقالّي: الوداع.. قالّي
بعد هزيمة حرب 1967، والوجع الرابض في قلوب المصريين يأتي الأبنودي ومعاكسا للحالة المزاجية الحماسية للأغاني الوطنية، ليقدّم بورتريها حزينا، لا يخلو من الأمل بالانتصار، ولكنه الأمل بطعم المرارة بعد أن يذهب النهار.
عدّى النهار - عبدالحليم حافظ
عدّى النهار
والمغربية جايّة
تتخفّى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه في السكة
شالِت من ليالينا القمر
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
أبو النجوم الدبلانين
أبو الغناوي المجروحين
يقدر ينسّيها
الصباح
أبو شمس بترش الحنين؟
في قصيدة الخواجة لامبو مات في إسبانيا، نعى الشاعر المخرج محمد رمضان، ورفاقه من الفنانين الشباب، الذين توفوا في جبال سانت كاترين متجمدين بسبب إحدى العواصف الثلجية، في أثناء قيامهم بتصوير فيلم تسجيلي للمشاركة في تنشيط السياحة لمصر.
آخرة الرحلة
تموت يا لامبو على طرف الرصيف
وإنت لو جالك فقير
كنت تشوي قلبك الطيب
تحطوله في رغيف؟!"
قطته توطي
عشان دمعتها ما تعملش ع الأسفلت صوت
لامبو مات
توصل الناس في الشوارع
يا سلام
ده أنا سايبه وهو راجع
يدمعوا
يرسموا فوق الصدور علامات صليب
والجرس يتلوى في حبال الكنيسة
كان حزين
حزين.. حزين
قتله الحزن
من قصيدة الخواجة لامبو مات في إسبانيا
وتوفي الأبنودي اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 76 عاما، في مستشفى الجلاء العسكري بعد صراع مع المرض. وتم تجهيز مقبرة الشاعر الكبير بمنطقة جبل مريم بالإسماعيلية، لدفنه بعد أداء صلاة الجنازة في مسجد قرية الضبعية.