موسيقى "فاجنر" تجدد جدل "معاداة السامية"
موسيقى فاجنر من الفن المثير للجدل، يتهمه فريق بأن النازيين استلهموا أفكارهم عن العنصرية والتفوق العرقي من نغماته، بينما يرى آخرون أنها موسيقى تتعامل مع الحس الإنساني في كل العصور، ونشر موقع "تابليت" المتخصص في الثقافة اليهودية تقريرا حول تجربة فاجنر الموسيقية كتبه فلاديسلاف دافيدزون مراسل الموقع في أوروبا، وأشار فيه إلى أن إحدى الأوصاف التي ألصقت بموسيقى فاجنر أنها "مصنوعة من جلد النازيين"، ولكن هذا الوصف لم يعد شائعا الآن.
عمل فاجنر كان متوائما مع عصره، يكمل التقرير، حيث انتشرت حينها الأسر المعادية لرجال الدين التي تعتنق أفكارا مشابهة للماركسية والداروينية الاجتماعية، وفي هذا المناخ صاحب فاجنر هاجس التسامي، مع أسطورة نقاء الألمانيين، ولكن الأمور تطورت، وتجسدت تلك الأفكار في حملة صليبية متعصبة لنقاء العرق، ولكن فاجنر كان يريد أن يربط نهضة القرن التاسع عشر بالرومانسية الألمانية، في إطار تطوير الاشتراكية القومية الألمانية التي أسيء فهمها.
وفقا للتقرير، فإن موسيقى فاجنر تحدت اختبار الزمن، وما يتبقى أسئلة متعلقة بالآثار المترتبة على معاداة السامية، والانتماءات "المؤذية" الأخرى، هل نرى فاجنر باعتباره مجرد وعاء للأفكار المقبولة، أم هو استعارة معادية للسامية، مختلطة في خصائص فنه الموسيقي والأوبرالي؟ ويجيب الموقع أن المدافعين عن فاجنر كثيرا ما يعلنون أن موسيقاه أبعد ما تكون عن الفاشية.
وأشار الموقع إلى معرض جديد سيتم افتتاحه في المتحف اليهودي في فيينا 16 مارس، يحمل عنوان فيينا اليهودية وريتشارد فاجنر، وفيه ترجمة جديدة لمذكرات ريتشارد فاجنر "الحياة في الموسيقى"، كتبها الموسيقي الألماني مارتن غيك، كلاهما يحاول الإجابة على هذه التساؤلات الجديدة المثارة.
كل هذه المقدمات يعتبرها الموقع بشائر للاستمتاع بأعمال فاجنر بعيدا عن الأيديولوجيا، ولكن يظل الإجماع مفقودا حول الأشياء التي جعلت فاجنر معاديا للسامية في المقام الأول.