4 قصص لما بعد "خلع الحجاب"
يشبه الأمر أن تتحولي فجأة لمشاع، تنمو للعامة من حولك لحى بيضاء وأجنحة، ويتحدثون معك بصفتهم ملائكة، بشفقة، ويسألون من حوالك عن ديانتك همسا، ثم يلصقون بك التهم والتصنيفات، ويحذرون بناتهن منك، وقد يصل الأمر أن تشدك احداهن من شعرك في المترو، أو أن تتلقي بصقة من ذات خمار.. هذا هو الشارع لفتاة تكشف شعرها.
على خلفية الجدل الذي تسببت فيه دعوات خلع الحجاب، "دوت مصر" يقدم مجموعة قصص لفتيات خلعن الحجاب، دون مليونيات، يحكين كيف يراهم المجتمع ويعاملهم. كفرصة لترى الأشياء ذاتها بعين الطرف الآخر، ليس بغرض الوقوف مع أو ضد المبادرة، فأغلب من تحدثنا إليهن يراها تافهة.
القصة الأولى: "تفافة وشتايم"
حال غير المحجبات في الشارع؟ شتايم وتفافة بدون سبب أو سابق احتكاك حتى. هكذا تقول مي الصباغ. وتضيف "بادرتني مختمرة بـ "تفة" وشتيمة لكشفي شعري في الشارع، ويعد هذا أقل ردود الأفعال عنفا، فلي صديقة حلق لها أهلها شعرها "زيرو"، لإجبارها على إعادة "الطرحة" على رأسها، خلع الحجاب هذه الأيام عمل بطولي، فمجتمعنا يجعل لممارسة أبسط الحقوق عواقبا وخسائر.
الصورة للفتيات الثلاث صاحبات القصص
القصة الثانية: "اختى المسلمة"
"اكتب عن الموضة و"الإطلالة" المميزة للنجمات كل يوم، وبما أن الاكتئاب في تزايد، قررت أن اغير من مظهري، وارتدي "التربون" بدلا من الطرحة التقليدية.. "يعني" شكل جديد يعطي بعض الروح لملل اليوم العادي" هكذا بدأ يوم آية وهيب، وانقلب تماما.
فتقول وهيب "ظل اليوم عاديا حتى جلس بجواري في الميكروباص شيخا، أو هكذا جرت العادة في تلقيب أي ملتح بعمة، وبدأ حديثه بسؤالي عن ديانتي، ارتفع حاجبي من الدهشة، وبعد أن أجبته، بدأ محاضرة عن الزي "الإسلامي" الذي أهنته أنا بعدم ارتداء العباية الواسعة والخمار، ضاربا المثل ببناته السبع المنتقبات والمختمرات، كانت هذه المرة الأولى التي أفكر فيها كيف هي الحال مع من تخلع الحجاب أصلا؟
الصورة لـ دينا تركيا - مصممة لفات حجاب ترتدي طرحة التربون.
القصة الثالثة: بتاع الفراخ ينصحني
"دفعت ثمن خلع الحجاب بضياع امتحانات العام، وقص لشعري، وخسرت فيها الكثير من أصدقائي وأفراد أسرتي، وخارج أسرتي"، هكذا تحكي بسمة مصطفى (25 سنة) قصتها.
وتضيف"الوضع الآن أسوا، منذ يومين كنت عند طبيبة، ودّعتني بعد الكشف قائلة "ربنا يهديكي وتلبسي الحجاب" علمت بعدها من أختي أنها سألتها إن كانت مسلمة أم مسيحية، الأمر عينه من الجيران والبقال و"بتاع الفراخ".
أحد مستخدمات الفيس بوك تحكي قصتها:
القصة الرابعة: "وانت مال أهلك"
هكذا اعتدت أن أجيب من يهنئني على خلع الحجاب، أو يبادرني بعوجة شفاه تتبعها "يا خسارة"، فأنا لم أندم يوما على ارتداءه، كنت طفلة وشعرت برغبة في الانتماء والتشبه بمن حولي، وبعد 13 عاما تحدثت إلى الله، كثيرا.. ثم خلعته، وانتهى الأمر بيننا نحن، ولا ثالث يحق له التدخل في الأمر.