التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:33 ص , بتوقيت القاهرة

عادات وثقافة السودان تحكيها مصممة أزياء سودانية

ربما يكون المزيج الإفريقي والعربي والإسلامي في السودان، واحدا من المميزات المهمة في هذه الثقافة، التي تعتبر رغم هذا التنوع الديني واللغوي والقبلي سمة إيجابية، أثرت في المنجز الأدبي من شعر وقصة ورواية، وأيضا في المسرح والفنون التشكيلية والغناء.


الثقافة في السودان


تقول هبة البشير، مصممة أزياء تراثية سوادنية لـ"دوت مصر"، إن ما يميز الثقافة السودانية، أنها مختلفة ومتنوعة بسبب كثرة القبائل السودانية، واختلافها بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، مؤكدة أن تقسيم الشمال والجنوب متعلق بالحكومة، وليس بالشعب السوداني.


وتابعت: "الثقافة القبلية تؤثر بشكل كبير على غالبية أهل السودان،  ويتداخل العالم القبلي في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية والزواج والمآتم والطهور وخلافه من مظاهر الحياة، بحيث تكون للخلفية القبلية الأولوية في هذه العادات الاجتماعية، وهذا التباين خلق جمال السودان".


فيما تؤكد على صعوبة عمل بحث عن الثقافة السوادنية، لكثرتها وتشعبها واختلافها، وأن القبائل الرئيسية تتفرع إلى قبائل مصغرة، لها سماتها الخاصة بها.


وأضافت: "أكثر المظاهر اشتراكا بين القبائل هى الثوب السوداني، فهو إرث سوداني مهم، حيث يعرف به السوادنيون في الخارج".



الموسيقى


مصممة الأزياء ترى أن الموسيقى السودانية تمتاز بتنوعها وغناها، نظرا لتعدد الثقافات في بلادها، واعتمادها على السلم الخماسي. كما تتنوع الموسيقى الشعبية بتنوع ثقافات السودان، وتختلف من منطقة لأخرى.


وتشير إلى أن فرقة تدعى" الفنون الشعبية"، يتم استدعاؤها في الأفراح والمناسبات، وتقدم أغاني وفنون كل قبيلة.


وترجع جذور الموسيقى السودانية إلى موسيقى "الحقيبة"، التي ترجع بدورها إلى أناشيد المديح الدينية، التي انتشرت وسط الجماعات الصوفية منذ ممالك السودان في القرون الوسطى، وتستخدم فيها آلات موسيقية تقليدية مثل الطبول والدفوف والطار والمثلث، والرق والعصي، وأحيانا يستعمل البخور لإضفاء جو من الروحانية على العرض.



امتزجت موسيقى الحقيبة بالتراث الموسيقي الإفريقي والنوبي القديم. وكانت تستخدم فيها الآلات الإيقاعية مع التصفيق، ثم دخلت آلات وترية أبرزها الطنبور أو الربابة إلى جانب المزامير والطبول النحاسية الكبيرة في "دارفور" و"كردفان".


أخذت موسيقى الحقيبة في التطور من ناحية النصوص والتلحين والآلات، خاصة في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وكان من بين المحدثين فيها خليل فرح وحمد أحمد سرور، وعبدالكريم كرومة. وعرفت أغاني الفرق الفنية الثنائية مثل ثنائي العاصمة وثنائي النغم أو الثلاثية مثل البلابل أو الجماعية مثل عقد الجلاد.


الزواج  


وعن طقوس الزواج، أشارت بشير لما يسمى في اللهجة السودانية بـ"العرس" بكسر العين، ويبدأ الاحتفال به قبل فترة طويلة، تقوم صديقات العروس بحبسها ـ أي إخفائها ـ بوضعها في برنامج مكثف من التغذية وعدم التعرض للشمس حتى تكون العروسة في أبهى صورها في ليلة الزواج التي تسبقها ليلة حفل الحناء، حيث تقام للعروسين بشكل منفصل.


ورغم أن الغالبية العظمى من مختلف الأعراق السودانية هم في الأساس محافظون في مسألة الزواج، إلا أن هناك بعض أشكال الممارسات السودانية المميزة التي تخالف الأسلوب المحافظ لغالبية الناس مثل رقص العروس، وتنطق باللهجة السودانية "رقيص العروس"، وهى عادة غير مقبولة وغير متبعة عند الكثير من السودانيين.



وتتابع هبة لـ"دوت مصر": "مظاهر الاحتفال بالعرس بختلف من قبيلة لأخرى، بحسب تقاليد كل قبيلة، فهناك قبائل لا تسمح للعروس برؤية عريسها إلا ليلة الزفاف، وأخرى تجلد العريس، وهى عادة قديمة عند قبيلة "الجعليين"، من أجل إثبات رجولي وعلني لفروسية العريس وقوته، ويعد خطابا تطمينيا لأسرة العروسة، مفاده أن ابنتكم يحيط بها الفرسان".


المآتم


يسمى باللهجة السودانية "البكا" بكسر الباء، وهو لا يختلف كثيرا عن المآتم المتعارف عليها في أغلب الدول العربية. وهناك عادة فريدة قلما وجدت في الدول العربية الأخرى، وهي طريقة التعزية، التي تتلخص في أن القادم إلى مكان العزاء وقبل التحية أو الجلوس، يتوجب عليه أن يرفع يديه إلى الأعلى كمن يدعو الله، ويقول بصوت مسموع: "الفاتحة"، فيستقبله أقرب الموجودين صلة بالمتوفى، وتقرأ سرا أو بصوت منخفض سورة الفاتحة، أو يدعون للمتوفى بالرحمة والمغفرة، ثم يقدم الشاي والماء فقط.


وتغيب مظاهر البهجة والأنس ويتحدث الناس عادة بصوت منخفض، وعند المغادرة يتوجب على المغادر قراءة الفاتحة مرة أخرى بالطريقة نفسها.



جدير بالذكر أن هبة البشير مصممة أزياء سودانية، أتت للقاهرة للمشاركة فى عرض أزياء "زون" بفندق فيرمونت هليوبوليس.


واتخذت البشير من قماش الدمور رمزا لأزيائها، رغم وصمة قماش الدمور بالحزن، وارتباطه بتوب النساء في المآتم، لكنها تتمنىأن يصبح الدمور مشروع قومي في السودان وعالمي خارج السودان


صممت جمعية تدعى "new old"، تهتم بإحياء كل ما هو قديم، ثم أقامت أول معرض لها عام 2010 بساقية عبدالمنعم الصاوي، يليه معرض عام 2013.