التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:22 ص , بتوقيت القاهرة

اضغط هنا.. مشاهد ساخنة!

تعرف على لون الملابس الداخلية لهيفاء وهبي، اضغط هنا وشاهد الصور كاملة! لن تصدق من هي النجمة التي ضبطها زوجها مع عشيقها؟ دوس وشاهد التفاصيل!.. فضيحة الوزير والسكرتيرة الحسناء. لايك واستمتع !


مازلنا شعوبا مهووسة بالفضيحة، فإذا كانت لها طعم الجنس ورائحة الشهوة كانت ألذ، ومئات المواقع والصفحات تأخذ القارئ من رغباته إلى عقر دارها، تضحك عليه، غالبا تفعل، فلا صور ولا مشاهد ولا مناظر ولا ملابس داخلية هناك، ومع ذلك.. يبقى الفخ منصوبا في هذا السيرك الافتراضي ( دوس ، لايك ، شير )!


يذكرنى بنكتة قديمة: بائع صحف ينادي على بضاعته بعلو حسه اقرأ الحادثة اقرأ الحادثة، حكاية الـ 99 مغفل حكاية الـ 99 مغفل، ويقبل الزبون ويشترى نسخة من الجريدة، ويستمر نداء البائع الشاطر مع إضافة رقم: حكاية الـ 100 مغفل حكاية الـ 100 مغفل!


سيبك من المواقع الإباحية والجنسية والعارية، وتعالى نتكلم جد، في الحياة، عن كم الأشياء التي تشربها مرة ومائة مرة ولا تتعلم، قال مسؤول في البنك المركزى أن زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه مسألة مؤقتة ولن تؤثر في أسعار السلع، كان التصريح يحمل ثلاث كذبات: 1 ـ السعر لم ولن يهبط ومرشح للزيادة 2 ـ الأسعار ارتفعت قبل حتى أن يستورد التاجر بضاعة جديدة 3 ـ الكذبة الأخيرة أن صاحب التصريح ليس مسؤولا، فقط مصدر يبيع للجمهور حبة البركة!


دوس مرة أخرى، لتعرف كم أن وزارة السياحة ووزيرها في غفلة، أن الأسعار التشجيعية التى روّجت لها الحكومة ليذهب المصريين في سياحة داخلية إلى بلادهم، لا تطبق إلا في الروابط التي تقابلك على الفيس بوك، والأسعار للمصريين اليوم أربعة أضعاف السائح الأجنبي، الذي يأتي ليشرب ويأكل ويقيم بربع الثمن، لكن على رابط الحكومة أسعار لا تجدها إلا فى الحلم مع زيادة في أسعار تذاكر مصر للطيران على التذاكر الداخلية (وليس الملابس الداخلية هذه المرة)!


دوس تاني.. شاهد الشيخ فلان وهو يسب فلان، وهو يفتي بزواج الأطفال، وهو يهدد، وهو يشرب الحشيش! والناس تدوس، أحدهما حقق 200 ألف مشاهدة؟.. ثم ينتقل الكلام من شخص داس إلى شخص لم يدس، وتنتشر الفتنة، والأزهر صامت والرياسة ساكتة راضية، ولا حس ولا خبر عن ثورة دينية دعا لها رئيس الجمهورية، لكن الطريق منحدر إلى درجة تنذر بفوضى دينية، وكل يوم أقول في نفسى: بكرة حد هيفهم هيعرف هيتكلم، لا أجد إلا مزيدا من الروابط واللايكات والدعوات: اضغط وشاهد، والأمر فى منتهى الخطورة، سألت مسؤولا كبيرا جدا، فقال: إنها الأولويات! وقلتُ له بدون تذويق كلام: والأسعار والفتنة والضحك على الجمهور أليس أولويات سيادتك؟


دوس رابع خامس سادس، اضغط وشاهد، كل الرموز التي عاشت في حياتنا وهي تُهان، فضائح لم يسلم منها أحد، حتى الشيخ الشعراوي وفريد شوقي وعبد الحليم حافظ والعقاد وطه حسين وأم كلثوم !


ولأن الموتى لا يدوسون على روابط أو يضغطون على مداخل أو يتكلمون، فالفضائح مليئة بالأكاذيب تحت دعوة الحرية، وهي دعوة لسحق كل شيء وأي شيء لمصلحة طرف مجهول يضحك ضحكة شريرة على خيبتنا!


دوس معي واسأل: متى لا نضطر للضغط لكي نشاهد فضائح؟ متى لا ندوس لكي نعرف أكاذيب؟ متى تصبح الحرية حرية معلومات حقيقية وأفكار تحملنا للأمام ؟ متى تنضج المواقع فلا تبحث عن لايك وشير بدون مجهود مدروس؟ متى أصبح عاقلا وأدوس أدوس أدوس حتى أخترق هذا العالم الافتراضي إلى عالم واقعي يحب الحقائق أكثر من الأكاذيب، ويسأل عن حقوقه في الحياة أكثر من بحثه عن ( أندروير ) الفتاة اللعوب!