علشان يغيروا اسم "شمشون"، أيا كان هم مين، كان لازم يعملوا شوية إجراءات، أولها طبعا إنهم يختاروا اسم بديل، والاختيار كان "عنتر". 

ليه عنتر تحديدا؟

علشان سراج منير اللي لعب دور شمشون كان مشهور بـ اسم "عنتر"، لأن فيلم عنتر بن شداد اللي حضرتك شفته بطولة فريد شوقي وكوكا، هو إعادة لـ فيلم قديم اسمه عنتر وعبلة، عمله سراج منير وكوكا سنة 1945 (إخراج نيازي مصطفى)، والحكاية دي عملها فريد شوقي كتير، يمكن أشهرها أمير الدهاء، اللي كان إعادة لـ أمير الانتقام.

الفيلم الأصلي لـ سراج منير نجح جدا، واستثمارا لـ نجاحه اتعملت خمسين حاجة، منها فيلم "مغامرات عنتر وعبلة"، لـ صلاح أبو سيف، وبرضه كان سراج منير وكوكا 1948، وشفنا كمان في فيلم "المليونير" بتاع إسماعيل ياسين، سراج منير طالع بـ دور عنتر في مشهدين، منهم واحد في عنبر العقلاء، بس بـ صوت ستاتي.

طبعا ده بـ يرجح إن تغيير اسم الفيلم حصل في أوائل الخمسينات مش في السبعينات، لكن اللي اختاروا الاسم البديل، وخلوه عنتر عملوا حاجة ضد فكرة الفيلم تمامًا، فـ بدل ما يبقى البلطجي المحتل الغازي المستعمر اسم يهودي، بقى اسم عربي، يعتبر رمز لـ فكرة العربي المقاتل.

بعد ما اختاروا الاسم البديل، كان لازم يغيروا في الفيلم نفسه، ولـ حسن الحظ اسم شمشون مكنش موجود في أي صورة، لكنه موجود كتير في الحوار، الناس بـ يكلموه أو بـ يتكلموا عنه، والناس دول مختلفين: راجل/ ست/ كبير/ صغير، وبعضهم ممثلين معروفين وأصواتهم مميزة: شكوكو، عبد الفتاح القصري، حورية حسن، ..... إلخ.

طبعا كان مستحيل إنهم يعيدوا تسجيل الفيلم بـ نفس الأبطال، بـ غض النظر عن إن ده مكلف جدا، لكن ممكن جدا ما تعرفش تجمعهم تاني، فـ راحوا عاملين أغرب حاجة يمكن في تاريخ السينما المصرية، دبلجوا اسم شمشمون طول الفيلم بـ اسم عنتر، بـ صوت واحد رفيع سريع، وحطوه على أي ممثل من الممثلين، فـ بقى شكلها يموت من الضحك، وكأنهم عايزين يقولوا: خد بالك، هنا فيه حاجة مش طبيعية.

ولأن الموضوع ده مستحيل، فـ فلتت من اللي عمل الدوبلاج كذا مرة، وظهر اسم شمشون في الحوار، فـ الحياة بقت أقرب للبزرميط.

لكن الجمهور اللي ما اهتمش بـ كل الهري ده، ولا بـ الرسالة اللي ورا الفيلم، ولا الإسقاط السياسي، ولا استمتعوا كتير، زي ما استمتعنا كلنا، بـ الفيلم اللي كتبه بديع خيري، والغريب إنه على غير العادة ما كتبش الأغاني.

الفيلم بطولة محمود شكوكو، وده تقريبا العمل الوحيد اللي كان بطولة شكوكو، سنة 1952، اللي صدر فيها فيلم "شمشون ولبلب" أو "عنتر ولبلب" شكوكو عمل أربع أفلام تانية كان فيها بـ يلعب أدوار تانية وتالتة، وده معناه إن فيلمنا "إنتاج صغير"، أو ميزانية محدودة. كل حاجة في الفيلم بـ تقول إنه إنتاج صغير، وده بـ يخلينا نقول إنه غالبا اتعمل بـ الجهود الذاتية، غالبا المخرج هو اللي صرف، واتحط عليه اسم الموزع كـ منتج.

يعني لما نشوف الأبطال قدام شكوكو، هـ نلاقي اللي لعبت دور "لوزة" حورية حسن، اللي ما كانتش أصلا ممثلة، هي لعبت 6 أفلام بـ اعتبار يعني إنها مطربة، المعروف منهم "شمشون ولبلب"، و"أحبك يا حسن" اللي غنت فيه من "حبي فيك يا جاري"، و"يا أبو الطاقية الشبيكة"، وكانت مقضياها حفلات غنا بره مصر، وأوبريتات في الإذاعة، وبـ المناسبة كانت متجوزة زين العشماوي (عليش في اللص والكلاب).

مع شكوكو وحورية حسن وسراج منير، فيه ببا إبراهيم الرقاصة، اللي أفلامها ما كملتش العشرة، وكانت فيهم غالبا الرقاصة، ما عملتش أي دور  غير ده.

ورغم محدودية الإنتاج، وسذاجة التناول، الفيلم فيه حاجات كتير تستحق نتكلم عنها، بس إيه؟

الحلقة الجاية بقى.