صور| دير القديس سمعان الخراز.. ومعجزة نقل الجبل
يحرص الأجانب من جميع دول العالم على زيارة دير الأنبا سمعان الخراز، الذي يقع في حي الزبالين بالمقطم. وبحسب الرواية الدينية، فإن وراء هذا الدير معجزة. "دوت مصر" يروي لك قصته.
من هو سمعان الخراز؟
عاش في أواخر القرن العاشر الميلادي في مصر، أيام حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وكان معاصرا لبطريرك الأقباط أبرام السرياني (975 - 979)، وينسب إلي "الخراز" معجزة نقل جبل المقطم.
كان يعمل في صناعة وتصليح الأحذية، وكان يشهد له بالأخلاق الحسنة، وفي أحد الأيام جاءت إليه امرأة لتصليح حذاءها، فوقعت عينه على قدميها، فقام بعد ذلك بخلع عينه، منفذا بذلك وصية المسيح: "إن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وإلقها عنك.. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولايلقى جسدك كله في جهنم".
معجزة نقل الجبل
قال عادل جاد الكريم، أحد خادمي دير سمعان، إن جبل المقطم كان يقع في السابق بـ"بركة الفيل" في السيدة زينب، وذلك وقت حكم المعز لدين الله الفاطمي، وكان "يعقوب بن كلس" يهودي الأصل، وزيرا للمعز، كان يعادي المسيحيين بشدة، فعرض على المعز آية في العهد الجديد تقول: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل؛ لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم".
وطلب الوزير من المعز إجبار المسيحين على إثبات ما يقوله كتابهم، للتخلص من الجبل الذي يقع شرق القاهرة في السيدة زينب، فاقترح الوزير عليه أن يأمرهم بنقل الجبل وفقاً للآية، في ثلاثة أيام، وأنه إذا لم يحدث ذلك فدينهم باطل.
فقامت الكنيسة بالصوم والصلاة لمدة يومين، وفي صباح اليوم الثالث، تقول الرواية إن السيدة مريم العذراء ظهرت لبطريرك الأقباط في ذلك الوقت، وقالت له "يوجد خارج الكنيسة رجل يحمل جرة ماء، سيكون هو الشخص المختار لتحقيق هذه المعجزة، ليكون سمعان الخراز" .
فأخبره البطريرك بما حدث، فطلب الخراز منه أن يبقي مع المسحيين في اليوم المقرر لنقل الجبل من أجل الصلاة، وفي هذا اليوم وقع زلزال كبير، وتحرك الجبل وأخذ الجبل يرتفع والشمس تظهر من تحته، حيث تحرك 3 كم، وبعد أن وقف في مكانه، تقطم الجبل، وسقطت أجزاء منه، لذلك سمي بـ"جبل المقطم"، وبعد أن تم نقل الجبل، هرب "الخراز" حتي لا ينال الشكر والمدح من أحد.
دير القديس سمعان
عمره 40 سنة، وكانت توجد مجموعة تعمل بجمع القمامة، يسكنون في إمبابة، وفي كل صباح يخرجون بعربات الكارو لجمع القمامة، ليمرون أمام فيلا أم كلثوم، التي تقع بشارع أبو الفدا، وتتأذى من هذا المشهد. وفي أواخر عام 1969، صدر قرار من محافظ القاهرة، بنقل جامعي القمامة إلي جبل المقطم، فأقاموا مساكنهم بطريقة بدائية، وكان عددهم حوالي 15 ألف نسمة.
وكان يوجد أحد جامعي القمامة، يدعى "قديس عجيب"، يجمع القمامة من شبرا، حيث التقى بأحد الخدام، وتحدث معه عن الحياة مع الله، وطلب منه أن يزور منطقة الزبالين بجبل المقطم، وعندما دخل الحي، طلب منه أن يأخذه لمكان هاديء حتى يصلي، فأخذه إلى أعلى قمة في الجبل، فوجد فجوة كبيرة تحتها صخور على هيئة مغارة، تسمى "دير القديس سمعان الخراز" الآن.