في عيد الربيع.. بيض له تاريخ
تقول الأسطورة إن "الحياة تبدأ من البيضة"، ولهذا كان البيض عند المصريين رمزا للولادة والخصب واستمرار الحياة، وكانوا يتهادون به، ويدفنونه في قبور موتاهم، وكذلك فعل الإغريق والرومان.
واعتقدوا أن له قوى خارقة لذا كانوا يدفنونه قبل بناء المنزل تحت الأساسات? أما الرومانيات، فكن يحملن البيض عندما يأتيهن الحمل? والفرنسيات كن يمشين فوق البيض قبل دخولهن منازلهن، استبشارا بالخصب.
وفي أعياد الربيع كان الفراعنة يلونون بيض الحمام أو البط، وأحيانا بيض النعام كبير الحجم، أما بيض الدجاج الذّي نلوّنه اليوم، فقد عرفه المصريون القدماء من الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي العصور الوسطى كان الملك إدوارد الأول يأمر بصبغ البيض بالذهب في عيد الفصح ليهديه للملوك.
ومن أشهر من زّين بيض الربيع، صائغ يدعى "كارل فابرجيه" الذي صنع بيضة في عام 1883، قشرها الخارجي من البلاتين? يجد من يفتحها في داخلها بيضة من الذهب? وإذا فُتحت وجد فيها "صوص" ذهبي، ونموذج مصغر من الذهب لتاج القيصر الروسي ألكسندر، الذي أعجب بالبيضة? وأمره بصنع واحدة في كل عام? حيث بلغ عددها 57 بيضة.
أصباغ البيض يعود تاريخها لصيدلي يدعى ويليام تاونلي? كان يصنعها من الأصباغ الطبيعية، ويبيعها في علب صغيرة.
وتتميز بعض المناطق المجرية بغنى الألوان والزخارف المستعملة، خصوصا في منطقة باتا عند الدانوب (وسط)، حيث اشتهرت هناك الفنانة السيدة هوساك (وتحترف تلوين البيض منذ سنة 1960)، وكذلك عند الأقلية المجرية كبيرة العدد في منطقة ترانسلفانيا برومانيا اليوم، وكذلك مجريي التشانغو في منطقة مولدافيا.
أشهر بيضات تاريخية، بيضة هنري الثاني التي بعث بها إلى "ديانادي بواتييه" فكانت علبة صدف على شكل بيضة بها عقد من اللؤلؤ الثمين، كما بعث لويس الرابع عشر للآنسة "دي لا فاليير" علبة على شكل بيضة، ضمنها قطعة خشب من الصليب الذى صلب عليه المسيح، وأهدى لويس الخامس عشر خطيبته "مدام دي باري" بيضة حقيقية من بيض الدجاج مكسوة بطبقة رقيقة من الذهب، قال عنها الماركيز "بوفلر" لو أنها أكلت لوجب حفظ قشرتها، وقيصر روسيا "الإِسكندر الثالث" كلّف الصائغ "كارل فابرج" بصناعة بيضة لزوجته 1884 م، كانت محلاة بالعقيق والياقوت، وبياضها من الفضة، وصفارها من الذهب، وفي كل عام يهديها مثلها، حتى أبطلت هذه العادة الثورة الشيوعية 1917 م.