دراسة: قضاء الوقت مع الأبناء قد يضر بمستقبلهم
كشفت دراسة أمريكية، أن الآباء الأمريكيين هم الأكثر حرصاً على قضاء أوقات أطول مع أطفالهم اعتقادا منهم أن هذا يشكل شخصيتهم ومستقبلهم، إلا أن هذا الوقت يضيع هباءا حيث أنه لا يؤثر على كيفية نموهم ولا مراهقتهم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الآباء الأمريكيين هم الأكثر قضاء للوقت مع أولادهم، رغم أنهم يشعرون بأنهم مذنوبون لأن هذا غير كاف نظرا للموروث الثقافي السائد بأن قضاء وقت أطول مع الأطفال هو المفتاح الرئيسي لضمان مستقبل باهر لهم، لكن دراسة جديدة ومطولة في صحيفة "Marriage and Family" كشفت أن هذا غير صحيح، فالآباء لا يساهموا في تشكيل حياة وشخصية أولادهم كما يعتقدون، مثلما تكشف تصرفات الأطفال وإنجازاتهم وقرداتهم العاطفية.
وقالت الباحثة الاجتماعية في جامعة تورنتو والمشاركة في الدراسة، مليسا ميلكي:"يمكنني أن أريك الـ 20 رسم بياني للدراسة، 19 منهم تظهر أنه لا علاقة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الوالدين والنتائج على الطفل"، مشيرة إلى أن الدراسة كشفت أن الآباء لاسيما الأمهات في بعض الأحيان يكونوا سيئين على أطفالهم، خاصة حينما يكونون تحت تأثير الضغط والأرق أو يمرون بأوقات قلقة، أو حتى يشعرون بالرغبة في النوم.
رسم بياني لعدد الساعات التي يقضيها الآباء مع أولادهم في أمريكا
يقول كي نوماجوتشي، باحث الاجتماع في جامعة بولينج جرين سيتيت، والمشارك في الدراسة أيضا:" ضغط الأمهات، خاصة حينما يكون هذا الضغط ناجم عن مشاكل في العمل، ربما يؤثر على أطفالهن بشكل عكسي".
ويشير التقرر إلى أن نتائج الدراسة لا تعني أن قضاء الآباء أوقاتهم مع الأطفال ليس مهم، فقد أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين التصرفات الجيدة للآباء مع أبنائهم، مثل قراءة الكتب لهم، وتناول الطعام سويا والتحدث معهم، وبين الناتج الإيجابي على الاطفال. إلا أن مليسا ميلكي تضيف:" في العالم المثالي تخفف هذه الدراسة الشعور بالذنب لدى الوالدين حيال مقدار الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم، كما تظهر لهم ما هو مهم لأطفالهم".