صباح الفل.. طالما جيت هنا يبقى تعالى أعزمك على طبق فول.. دي أحسن عربية في مصر الجديدة.. طبقين حار طحينة زيادة والنبي يا مصري..
بص.. شكلنا هنتأخر شوية.. فيه كام حد جه قبلنا بس أنا عارفهم كلهم.. هحكيلك عنهم.. احجز مساحتك ع العربية.. هتكفينا كلنا.. وبص يا سيدي .

ده إبراهيم.

إبراهيم برضه بيحب البلايستيشن.. إبراهيم برضه أهلاوي.. إبراهيم برضه بيدرس هندسة.. بس إبراهيم شغال في قهوة في مصر الجديدة، وأنا شغال في شركة وبرضه في مصر الجديدة.. إبراهيم بيغيّر ولعة و بيسرق وقت يذاكر أو ينقل شيت.. إبراهيم طول اليوم بيبتسم ييجي ألف إبتسامة وألف مجاملة كل يوم عشان كام جنيه بقشيش.. إبراهيم الصبح بشوفه ساعات بيفطر معايا في نفس عربية الفول في وساعتها بحس إنه مش زيّي.

إبراهيم أحسّن مني وأجدّع مني.. بكتير.

إبراهيم شعلة نار وطاقة وطلّته كل صبح بتفرحني.

إبراهيم طبق فول بزيت حار و شطة زيادة.

ده بقى أحمد ..

أحمد عبد الصمد راجل عادي... زي كام مليون أحمد عبد الصمد في مصر.. أحمد دبلوم زراعة وموظف حكومة.. أحمد شايف نفسه محظوظ... ساكن في واحدة من العمارات القديمة في مصر الجديدة وبيدفعلها 200 جنيه في الشهر بس إيجار قديم.. أحمد متجوز وعنده ولدين وبنت وأمه اللي عايشه معاهم.. أو هما اللي عايشين معاها.. أحمد بيشكر أبوه وبترحم عليه كل ما بيطلع وينزل من بيته.. أحمد مسمينه في شركته رجل الجمعيات الأول.. أحمد حياته جمعية كبيرة.. ومظبط نفسه ومواعيده.. عمره ما فكر يدخل جمعية أحلام ويقبضها كلها مرة واحدة.. أحمد عنده فلوس قليّلة.. بس عنده أحلام أقل. أحمد بياكل جنبي الصبح من نفس عربية الفول من غير ما يبتسم.

أحمد طبق فول ناقص زيت .. ناقص طحينة.. و طبعا ناقص ملح.

ودي مي ..
مي عندها عربية لونها أحمر وحلوة أوي... مي دايما بتنزل من بيتها الصبح بدري وبتقف قدّام عربية الفول بعربيّتها وتطلب 3 سندوتشات من غير ما تنزل منها قبل ماتروح شغلها.. مي بتشتغل في نفس العمارة اللي فيها شغلي.. مي محظوظة ببيت كبير كله حب وأب مرتاح ماديا.. مي بتلغي نظرية أن مش لازم عشان تبقى غني يبقى عندك مشاكل.. عمري ما شفت ضحكة مي.. عشان عمر ما مي قلّعت نضارة الشمس قدامي، وأنا بشوف الضحكة من العيون مش من الشفايف.

مي ساندوتش فول بالزبدة.

آخر واحدة رانيا ..
رانيا لسه في تانية كلية.. مش عارف كلية إيه ومش مهم.. رانيا مش غنيّة.. بس كريمة.. رانيا يومين في الأسبوع الصبح بتعدّي على نفس عربية الفول وتجيب ساندوتشات كتير ليها و لأصحابها في الكلية.. رانيا بتهتم دايما يبقى الفول اللي بتجيبه أحسن من اللي بتجيبه صحاباتها باقي الأيام.. رانيا مش بتخاف من نظرات الناس ليها وهي واقفه قدام عربية الفول.. رانيا مش بتتكسف تطلب بصل.. لبنى صاحبتها معاها لبان نعناع بيزبط القصة.. رانيا دايما مستعجلة بتاخد الفول والبصل وتجري تلحق أتوبيسها.. رانيا هتبقى أم مصرية جدعة.

رانيا طبق فول بزيت حلو... حلو أوي.

الفول وصل..

شفت..؟
عربية فول واحدة جمعت ناس أد إيه؟
لو مهما نختلف في أحلامنا وإمكانيتنا وظروفنا لازم نحافظ على الحد الأدنى من لمتنا. 
حتى لو على عربية فول كل يوم الصبح بدري.
ابعت بصل يا مصري..
?

لمتابعة الكاتب