بين الأهداف الكبيرة والفشل.. 8 دوافع لطلاب الجامعات للنجاح
يبدأ الكثير من الطلاب في الإعداد لدراستهم الجامعية قبل الانتهاء من فترة الدراسة بالمدرسة، وينشغلون بالتفكير في الكليات والجامعات التي يريدون الالتحاق بها فيسعون لتحصيل الدرجات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، لكن مع اقتراب تحقيق حلم الجامعة، يظهر السؤال الأهم، وهو ما ذا تريد أن تحقق من دراستك بالجامعة؟
وللإجابة عن هذا السؤال، أعد أستاذ التاريخ والتربية، كين باين، كتاب What the Best College Students Do عن عادات أنجح طلاب الجامعات، الذي قالت مجلة "تايم الأمريكية" إنه يعتبر دليلا يساعد الطلاب على تحقيق القدر الأكبر من الاستفادة من الجامعة، بصرف النظر عن طبيعة الجامعة التي سيلتحقون بها.
وقسم باين في كتابه الطلاب إلى ثلاثة أنواع؛ السطحيون، الذين يسعون لمذاكرة ما يكفيهم فقط لاجتياز الاختبارات بنجاح، والإستراتيجيون، الذين يسعوون باستماتة لتحقيق أعلى الدرجات بصرف النظر عن مقدار استيعابهم للمواد الدراسية، والنوع الأخير هم المتعلمون المتعمقون، الذين يحصلون على تعليم حقيقي وشامل مع انتهاء فترة تعليمهم.
ثم حدد ثلاثة نماذج أخرى من المتعلمين المتعمقين، هم صغار السن لكن كبار، والعلميين والفنيين، المشاهير أو الذين يسعون لذلك، لكن الأهم هو أنه حدد صفات تجمع بينهم جميعا، وضرب أمثال على ذلك
الشغف بالمعرفة وليس الحصول على أعلى الدرجات
أثناء دراسته بالجامعة، كان الفضول والاهتمام من أهم دوافع عالم الفيزياء الفلكية الشهير نيل ديجراس تايسون، للتعلم، مؤكدا أنه لا علاقة لنجاحة بالدرجات التي حصل عليها، ومن وواقع خبرته كطالب وأستاذ بالجامعة يقول تايسون: "الطموح والإبداع يتغلبان على الدرجات في كل وقت".
عدم الخوف من الفشل
بدأ الكوميديان ستيفن كولبير العمل على مسارح الأعمال الارتجالية بشيكاجو، بينما كان لايزال طالبا بالجامعة، وقال إن ذلك ساعده على الاطلاع على سبل لم يتوقعها من قبل، وأوصى الطلاب بضرورة التعامل مع الفشل وربما يحبونه أيضا، فهو يجد ان الارتجال هو أفضل معلم، كما لا يستطيع أحد أن يحقق كل ما يريد في كل مرة.
عمل رابط شخصي بالدراسة
اهتمت إليزا نوه، أستاذة الدراسات الآسيوية- الأمريكية بجامعة كاليفورنيا بالطبقة التي تسيطر على كل مجتمع والتعرف عليها أثناء دراستها بالعام الثاني بالجامعة، وحينها أدركت أن دراستها يمكن أن تتمحور حول اهتماماتها الشخصية، وبعدها بدأ اهتمامها يكبر بالمحاضرات الجامعة بالإضافة إلى توجهها لخوض تجاربها الخاصة وتحديد مفاهيمها.
القراءة والتفكير بنشاط
كان دين بيكر، من الاقتصاديين القليلين الذين تنبأوا بوقوع الأزمة الاقتصادية عام 2008، ووجهته دراسته بالجامعة للاهتمام بالطريقة التي تشكل بها القوة الاقتصادية حياة الناس، وقال إنه اعتاد أن يبحث عن الحجج في كل شيء يقرأه ثم يبرز الأدلة ويحلل كيفية استخدامها.
طرح الأسئلة الكبيرة
ركز جيف هوكينز، مخترع أو جهاز تليفون حاسوب، دراسته بالجمعة بشأن أربعة أسئلة عميقة سعى لاكتشاف إجاباتها؛ لماذا يوجد أي شيء؟ مع التسليم لحقيقة الكون، لماذا نخضع لقوانين فيزيائية بعينها؟ لماذا نعيش وأي حياة يجب أن نعيشها؟ مع التسليم بحقيقة وجود حياة، ما هي طبيعة الإدراك؟ وأشار باين إلى أن جميع هذه الأسئلة لا تحتاج إلى إجابات بسيطة.
التعاطف مع الآخرين
بدأت الكاتبة رينا جراند، تأليف رواياتها الخيالية مع بداية دراستها بالجامعة، وقال باين إن هذا النوع نم الكتابات ساعدها على إظهار التعاطف مع الشخصيات التي حكت عنهم رواياتها، وهو الشعور الذي كان له انعكاسا على حياتها أيضا، وقالت جراند إنها ككاتبة يجب أن تدرك ما يحفز أي شخصية في رواياتها، كما أنها بدأت ترى الناس كشخصيات في قصة الحياة، فعندما يخطئ شخص ما يتجه تفكيرها إلى البحث عن الدافع وراء هذا السلوك.
صناعة الأهداف وتحويلها لحقيقة
عازفة الساكسفون المحترفة، تيا فولر، بدأت التخطيط لمستقبلها من الجامعة وتصورت مدى نجاحها في إنجاز مشروعاتها، وعلى حد تعبيرها حاولت فولر "التركيز على مصدر الضوء النابع من نهاية النفق المظلم، ومعرفة ماذا سيكون نتيجة إنجاز ذلك"، وأكدت أن ذلك ساعدها على توضيح رؤيتها.
إيجاد وسائل للمساعدة
جويل فينمان، محام يقدم خدماته القانونية للفقراء، حدد بداية طريقة في حياته العملية من الجامعة بعد، قرأ رواية "مذبحة الموزوت" التي تروي عن مذبحة وقعت في قرية الموزوت بالسلفادور عام 1981، وبعد كتابة وتنظيم عن المجزرو بالحرم الجامعي، وقرر بعدها أنه يريد أن يفعل شيء لمساعدة الناس وتحقيق قدر قليل من العدالة في العالم.