التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:23 م , بتوقيت القاهرة

أمهات الفيس بوك السافرات

لم تكن المعارك على صفحات "الفيس بوك"، حول نشر صور الأمهات والاحتفاء بهن، بأقل سخونة من شغف الاحتفاء بيوم عيد الأم نفسه.


بقدر ما حرضني "الصراع" حول الحق في الاحتفال بيوم الأم على متابعة "المعركة"، التي بدأت قبل عيد الأم بيوم، والحمد لله أنها انتهت مع آخر ساعات 21 مارس، بقدر ما بدت "المعركة" مضحكةً بالنسبة لي؛ ذلك أننا على ما يبدو اتخذنا من "الخناق" أسلوب حياة، إن لم نجده على الأرض لاخترعناه! 


لم يعد يمر يوم دون معركة على صفحات شبكة افتراضية، يفترض أنها للتواصل الاجتماعي!  ألم أقل لكم قد أصبح أسلوب حياة! وأتمنى من كل قلبي أن أجد أصواتا عاقلة، تعيد الجميع إلى صوابه، يعني لو قريت كلام مش عاجبك.. عادي يعني ممكن تطنش مش هيحصل حاجة!


الأمر الذي لفت انتباهي بشدة، وتابعته بشغف حقيقي طوال اليوم، هو الكم الذي أستطيع بثقة شديدة أن أؤكد بأنه قد تواجد للمرة الأولى على التايم لاين، لصور الأمهات في فترات الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات، أعتقد أن الصور الوحيدة لأمهات بغطاء الرأس،كانت أغلبها لأمهات يرتدين الملابس الريفية، وبالتالي يغطين رؤوسهن بطبيعة الحال.


الأمر بدا ملفتا لي، حتى أنني تابعته حتى نهاية اليوم، في الحقيقة بدا التايم لاين يموج في حالة من النوستالجيا الواضحة، ليس لأحضان الأمهات الراحلات فحسب، ولا للطفولة التي احتوتها الأمهات الحاضرات بيننا لا يزلن متعهن الله بالعافية؛ بل فيما أرى لزمن مضى بكل قيمه، والتي تبدت بوضوح في قيم الجمال والدفء، نعم.. تلك هي المشاعر التي أدركتها تطل من صور ترك الزمن عليها بصمته، لكنه لم ينل من روحها شيئا.


أحيت الصور التي استمتعت بها على مدار اليوم، ذكريات كادت أن تُمحى من طفولتي، حين كانت أمهاتنا يَبْدون مختلفات، والحياة نفسها أقل قسوة، ليس ذلك بسبب كونى طفلة لم تدرك كل مصاعب الحياة؛ بل لأنه زمن كان يترك للحياة فرصة بحلوها كما بمرها، زمن حظي بدفء العلاقات،حتى أنها نالت الخلود فى ذكرياتنا وصورنا.


التايم لاين الذي أبهجني، أطفأ قليلاً من الألم الذي يشعر به من هو مثلي بلا أم، في يوم يفرض حضوره بقوة، ولا يمكن تجاهله بأي حال؛ وهي بهجة أتمنى أن أتلمسها مستمرةً في الأيام القادمة، فلربما هي زهرة تنبت من بين حطامٍ عشنا فيه طويلاً، راضين أو مرغمين.
وكل لبيبٍ بالإشارة حياة.