حُمى Frozen Fever مصل المناعة لسندريلا
حتى لحظة كتابة هذه السطور، حققت نسخة ديزني الجديدة من سندريلا في أول 5 أيام عرض فقط، أكثر من 78 مليون دولار في السوق الأمريكية، و62 مليون دولار في باقي العالم، وهي أرقام جيدة تبشر بإمكانية تجاوز نصف مليار دولار إجمالا.
إضافة لشهرة القصة الأصلية والفيلم الكارتوني السابق من ديزني عام 1950، والحملة الإعلانية الجيدة جدا للفيلم الجديد، توجد أميرتان أخريان لهما فضل كبير جدا في هذا الرقم، رغم أننا لم نعرف تحديدا نسبة مساهمتهما.
الأختان آنا وإليسا أبطال فيلم ديزني الشهير Frozen الذي حقق أكثر من مليار دولار عالميا عام 2013، احتل بها لقب أنجح فيلم رسوم متحركة في التاريخ، يعودان لمساندة سندريلا في شباك التذاكر، بالفيلم القصير Frozen Fever الذي تبلغ مدته 8 دقائق فقط لا غير، ويُعرض حصريا قبل سندريلا.
ديزني أعلنت رسميا منذ أيام أن الجزء الثاني الروائي الطويل من Frozen قيد الإعداد بالفعل، وهي خطوة حتمية بالنظر لإيرادات الفيلم الأول، لكنها هنا مؤقتا تحقق العديد من المكاسب (أو الملايين تحديدا)، بـ 8 دقائق سريعة فقط لا غير:
1 - تصطاد جمهورا أكثر لفيلمها الجديد سندريلا، خصوصا من فئة الأطفال.
2 - تنعش مبيعات فيلمها Frozen الأصلي في سوق الأقراص المنزلية، بالإضافة إلى مبيعات الألعاب والدمي المتعلقة بشخصياته.
3 - تضيف فيلما قصيرا آخر سينتقل قريبا لأسواق الأقراص المنزلية ويحقق ملايين، يحتوي هو الآخر على شخصيات جديدة، سيتم عن طريقها تسويق ألعاب ودُمى أخرى، بالإضافة إلى أغنية.
4 - تُقدم وجبة مشهيات خفيفة مرحة للمُتفرج في السينما بأحدث أميرتين لديها، تمهيدا للوجبة الدسمة الكلاسيكية مع سندريلا (أحد أقدم أميراتها).
5 - تُشوق الجمهور لـ 2 Frozen الذي سنشاهده غالبا في غضون عامين أو ثلاثة على الأكثر.
باختصار أمامنا مشروع دعائي تجاري ضخم مدته الزمنية 8 دقائق فقط، ومن الطريف أن نذكر أن فيلم ديزني Tangled 2010 - وهو فيلم أحببته فعلا على عكس Frozen بالمناسبة - كان قد فاز هو الآخر بفيلم قصير لاحقا عام 2012 مدته 6 دقائق بعنوان Tangled Ever After، تم توزيعه في سوق الأقراص المنزلية مباشرة، دون عرض سينمائي مع فيلم كبير.
كمية التكثيف والترويج التجاري المشروطة هنا في Frozen Fever، كفيلة نظريا بإغراقه وتحويله إلى إعلان دعائي، بدلا من عمل فني حقيقي مستقل، لكن صناع الفيلم نجحوا في الحقيقة في الطفو بعمل فني جيد جدا، رغم ثقل الحمولة.
الفكرة بسيطة. إيلسا وكريستوف وباقي الأصدقاء يخططون لعيد ميلاد جميل لـ آنا، لكن وعكة صحية لـ إيلسا صاحبة القدرات الجليدية السحرية، كفيلة بصناعة مشاكل خطيرة في الحفلة.
الجرافيك متقن تماما كالفيلم الأصلي، وفي الحقيقة الصورة هنا أكثر متعة بدون الـ 3D الذي شكل عبئاً مع الفيلم الأول دون أي مكاسب حقيقية.
وعلى عكس الفيلم الأول الذي شاهدنا فيه أغلب الوقت آنا وإليسا في مشاهد منفصلة، تستمر الأحداث هنا بهما أغلب الوقت لتعوض هذه الجزئية. ولا ينسى السيناريو طبعا استحضار باقي الشخصيات كلها بلا استثناء ولو سريعا جدا (شخصية ناقصة = مبيعات دُمى أقل).
الأغنية الجديدة Making Today A Perfect Day أو "سنجعل اليوم مثالياً" قد تكون أقل من أغنية Let it Go التي فازت بأوسكار أفضل أغنية، واشتهرت من الفيلم الأول، لكنها تتميز برونق تصاعدي يخدم جدا هنا الأحداث. ويمكنك بالطبع أن تستنتج من عنوانها وطبيعة القصة، أنها مصممة بمهارة لتتحول لأحد أغاني أعياد الميلاد للأطفال. وهي مناسبات مهمة يستحيل أن تتركها ديزني دون أن تذكر جمهورها الرئيسي بوجودها.
لا يرقى Frozen Fever للمقارنة مع فيلم ديزني القصير الممتاز وليمة Feast الذي فاز بالأوسكار مؤخرا، لكن يظل نموذجا جيدا جدا لتطور مهارات المزج الهوليوودية، بين الأهداف التسويقية والجودة الفنية، دون تضحية بأى منهما.
ومع نهاية الفيلم الذي حقق كل أهدافه بلا استثناء خلال أقل من 8 دقائق، وتماما مثل أغلب الأطفال في القاعة، شعر الكبار أيضا باسترخاء وألفة مع جو الأميرات والمرح، قبل أن تبدأ رحلة الأخت الأكبر سندريلا.
باختصار:
هدية مسلية خبيثة صغيرة مدتها 8 دقائق، بقصة مرحة، شخصيات لطيفة، رسالة بسيطة، أغنية عذبة، حملة إعلانية مكثفة لتسويق عشرات العناصر، داخل حقيبة رسوم أنيقة جدا مزينة بإمضاء ديزني، ستكلف ملايين الأباء والأمهات حتما مبالغ طائلة الأسابيع القادمة!.. لكن في النهاية من يجرؤ على كسر خاطر أميرته صغيرة؟!