التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:00 م , بتوقيت القاهرة

حفلات تاريخية لأم كلثوم (11)

ودارت الأيام، ومرت الأيام، والدنيا اتغيرت، والزمن اتبدل، عبد الناصر مات، وجه السادات، والعلاقة بين السادات وأم كلثوم زي العلاقة بينه وبين حليم ما كانتش على ما يرام. جيهان السادات كان ليها دور في التوتر ده، لأنها لاحظت إن الست بـ تعامل الرئيس كما لو كنا لسه في أيام ناصر، والسادات لسه واحد من رجالة الرئيس مش الرئيس نفسه.


ولأنه لازم في الآخر فيه آخر، جه يوم 4 يناير 1973، وكان آخر يوم تقف فيه الست على المسرح، وتتوجه لـ جمهورها بـ صوتها حضوريا، والكلام ده كان على سينما ومسرح قصر النيل.


قبل الحفلة دي كان فيه تأجيلات وإلغاءات كتيرة في ست 1972، نتيجة المرض الشديد في المرارة، والشيخوخة بـ شكل عام، بـ نتكلم عن ست داخلة ع الخمسة وسبعين، مكنش فيها حاجة سليمة غير صوتها، غدة درقية، ومرض مزمن في العين، ومشوار طويل مع الدكاترة، بدأ في التلاتينيات لما الدكاترة نصحوها تعيش في بلد فيها مية معدنية.


في الحفلة الأخيرة الست غنت وصلتين، وكانت بـ تاخد العلاج قبل الوصلة وبعدها، وكان واضح إن الجبل بـ ينهار للأسف، في الوصلة الأولى غنت "ليلة حب" لثنائي "إنت عمري" أحمد شفيق كامل ومحمد عبد الوهاب، وفي الكوبليه الأخير كان المرض هـ ينط من ارتجالات الست. ولو كان بـ إيد الجمهور كانوا قالوا لها "كفاية"، بس ده صعب جدا.


ومع الوصلة الثانية، ومع أغنية "القلب يعشق كل جميل" لـ بيرم التونسي ورياض السنباطي، كان خلاص، وكفاية أقول لك إنه الإذاعة الأغاني منعت إذاعة الأغنية بـ نسخة الحفل، ومحبي أم كلثوم ما بـ يحبوش يتداولوا الحفلة دي إلا بعد مقدمات واعتذارات إن الحفل للتاريخ والتوثيق ليس إلا.


رغم كده، مكنش قرار الست وقتها إنها توقف الشغل والحفلات، كانت مصممة تكمل، راحت سجلت أغنية جديدة في الاستوديو، هي أغنية "حكم علينا الهوى" لـ عبد الوهاب محمد وبليغ حمدي، بس طبعا الحياة مكنتش سلسة، الأغنية اتسجلت والست قاعدة على كرسي، واستعانت بـ كورال لأول مرة من فترة طويلة جدا. الكورال كان اختفى من أغنيات أم كلثوم العاطفية من الخمسينات تقريبا، وفضل في بعض الأغنيات الوطنية والدينية، لكنه رجع يظهر في "حكم علينا الهوى".


كان الست مخططة إن الغنوة تتغنى على المسرح أبريل 1973، بس ما نفعش، حاولت تحدد ميعاد تاني، وبرضه ما نفعش، وفضل الموضوع يتمرجح، ورحلات لأوروبا وأمريكا للعلاج، وخلصت 1973، وبدأت 1974، وخلصت 1974، وبدأت 1975، وأم كلثوم بـ تحاول تنظم حفلة وترجع تغني، وتسجل أغنيات جديدة.


يناير 1975، الكلية وصلت لـ مراحل متأخرة، والأهرام، مصدري في معلومات الأيام الأخيرة، أفردت لها ملحق يومي يتابع الحالة، لـ حد ما وصلنا 3 فبراير 1975، اليوم الأخير ليها في الدنيا.


كان المفروض الجثمان يطلع من مسجد عمر مكرم، بس ما أمكنش نتيجة الملايين اللي ملت الشوارع، وبعد تلات ساعات، وبـ العافية وصل الجثمان مسجد سيدنا الحسين، اللي كان المسجد المفضل لأم كلثوم، خصوصا بعد ما ارتبطت بـ عيلة عبد الناصر، وكلنا عارفين إن الست تحية كاظم مرات ناصر كانت متعلقة بـ جامع الحسين، لأسباب كتيرة مش ده وقتها.


مكنتش أم كلثوم تعرف إن حفلة قصر النيل حفلتها الأخيرة، بس أعتقد إن أي حد سمع الحفلة دي وقتها كان عارف كده. 


أحب في آخر الحفلات دي أشكر كل حد قريت عنده سطر، وخايف أقول أسماء لـ أنسى حد، لكن ما ينفعش أنسى اسمين غير اللي ذكرتهم: أحمد الديب أبو ضي، ومنتدى سماعي. الناس دي كنز والله.


نتقابل بقى في حواديت جديدة


 


شاهد جنازة أم كلثوم