التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:13 ص , بتوقيت القاهرة

يا نساء العالم اتحدن

وجهت السيدة المناضلة "معترضة الحنجورية" الدعوة لعضوات جميعة "يا نساء العالم اتحدن"، التي ترأسها إلى احتفالية تهدي فيها درع التفوق وشهادة تقدير مكتوبة بحروف من ذهب إلى الرائعة "أميرة أبو طالب"، زوجة محافظ الإسكندرية الوسيم، الذي يشبه أبطال السينما الهوليودية في الأربعينيات والخمسينات، ومنهم "كلارك جيبل" بدون شاربه الشهير، وذلك تقديرًا لجهودها العظيمة في مشاركة زوجها في عدد من الاجتماعات الرسمية والندوات بديوان عام المحافظة، لتداول الأفكار لحل مشكلة القمامة.. والسعي الدءوب لتفعيل دور المجتمع المدني لخدمة المدينة وتكوين فريق عمل للتطوع في مجالات النظافة والصحة العامة والتنسيق الحضاري.. وإدارة ملفات المحافظة الحساسة والهامة التي تنظر حلولاً ناجعة لمشاكل جماهيرية عويصة.


 وقد حققت نجاحات متتالية ترشحها بحق أن تكون.. سيدة الإسكندرية الأولى.. هذه النجاحات أثارت حقد وغضب الفاشلين والرجعيين والظلاميين من أعداء المرأة فتصاعدت الحملات للمطالبة بإقالة المحافظ "هاني المسيري" زوجها من منصبه بدعوى السماح لزوجته بإدارة ملفات المحافظة الخاصة والحساسة.. متحديًا الرأي العام باصطحابها في جولات رسمية أحيانًا.. وبمفردها في أحيان أخرى.


وقد بدأت الاحتفالية بكلمة من الزعيمة بادرت فيها باستهلال بديع سردت فيه موجز سريع عن النضال الأنثوي الحديث، والذي بدأ بالدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة، متمثلاً في الرائدة "هدى شعراوي وعضوات جمعيتها النسائية .. وصولاً إلى جهادها العظيم لتأسيس جمعية "يانساء العالم اتحدن".. التي كادت أن تحقق أهدافها وتوجهاتها "المكارثية" المبهرة في سحق ومطاردة ونفي فلول القبيلة الذكورية خارج الوطن وخارج الزمن وخارج التاريخ وخارج الوجود الإنساني كله، حتى يصبح كائنًا منقرضًا كالديناصورات والهنود الحمر والعنقاء والخل الوفي.


وأكدت الزعيمة أن الأهداف المرجوة تعثرت عن التحقق بوصول الإخوان إلى الحكم وحتى الآن.. فدولة الإخوان كرّست لكل المفاهيم المتخلفة عن المرأة، فشكلوا ردة حضارية واضحة سوف تستمر طويلاً في ظل غياب ثورة ثقافية حقيقية تقتلع جذور التخلف وتسعى لبناء دولة عصرية جديدة.. لا ينفث فيها الظلاميون ظلام فتاويهم الكريهة ولا تنتشر فيها تلك الكتب الصفراء التي مازالت تحتشد بها المكتبات والأرصفة.. ويقبل عليها العامة.. وتتراجع فيها قيم ومفاهيم الحضارة الحديثة في عدو مخيف للوراء لحساب أصولية دميمة.


هذه الكتب تحمل عناوين مثل "لِمَ النساء من أهل النار" و"نساء أهل النار"، وهي كتب كما هو واضح من عناوينها ومن محتواها أنها تحتقر المرأة وتحط من شأنها وتحاول أن تدوس على مكتسباتها لتحصرها في مجرد أنثى محرضة على الفجور.. ولابد درءًا للفتنة أن ترتدي أكفانًا متراكمة تخفيها عن الناظرين، وتبعد شرها عن المؤمنين خوفًا عليهم من الزلل الذي يستوجب نار جهنم وبئس المصير.


والحقيقة أن ذلك المفهوم المتخلف والغبي لماهية المرأة باعتبارها كائنًا غير أخلاقي ومصدرًا للغواية ومنبعًا للرذيلة هو ما يتبقى في أذهان الشباب الذين يسعون إلى التحرش بها.. فهم لا يرون بناءً على فتاوى الدعاة والكتب الصفراء سوى أنها كائن غير إنساني لا وظيفة له سوى اعتلاء الرجل لها.


والمفارقة المؤلمة أن التحرش في ظل حكم الإخوان الغابر لم يقتصر على الشباب، بل امتد ليشمل فضليات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ابتداءً من المعلمة المنتقبة التي قصت شعر التلميذتين في الفصل.. وانتهاءً ببعض مساعدات الرئيس الإخواني اللاتي بررن الختان وزواج القاصرات، والآن يبارك الداعشيون "جهاد المناكحة".


ثم تؤكد الزعيمة بناء على ما سبق أن الضجة المثارة حول "أميرة" وزوجها المحافظ، ما هي إلا مؤامرة اشترك فيها أباطرة الإخوان وأشاوس السلفيين بمساندة بعض الفاسدين في المحليات للإطاحة بالمحافظ أو في أضعف الإيمان تقليص دوره.. بإجباره على وقف قراره بإصدار تراخيص جديدة للمباني، وعدم توصيل المرافق الأساسية للمباني المخالفة التي وصلت إلى (27) ألف عقار مخالف.


وتطالب الزعيمة في كلمتها إلى التصويت الفوري بالموافقة على منح المحافظ الوسيم العضوية الشرفية بالجمعية.. ليصبح أول مصري ينضم إلى جمعية نسائية تناهض الرجل لموقفه الشجاع والمتحضر لمساندة زوجته والدفاع عنها، فليس معنى أن تكون "أميرة" زوجة لرجل مهم أن تختفي عن الأنظار وتبقى حبيسة المنزل مثلها مثل قعيدات الشلت وهوانم الطبيخ.. لا تخرج من منزلها إلا إلى القبر كما يريدها أعداء المرأة من التكفيريين.


وتتذكر الزعيمة- بالمناسبة- قصة الحب الخالدة التي جمعت بين أعظم ملوك مصر القديمة "أمنحتب الثالث" و (تي) التي شاركته كثيراً في أمور الحكم بعد زواجه منها.. مما أدى إلى استقرار ورخاء البلاد بسبب حب الشعب لها لحكمتها وذكائها وتفانيها في العمل العام حتى أن الملك خلد عقد زواجهما بأن أمر بنقشه على الجدران الذي يطوف حوله المئات في كل يوم داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة في مدينة الأقصر.