التعلب فات فات بين السرايات
رجعت بالزمن لأيام جدتي لما كانت تحكي قبل النوم قصة أُمنا الغولة وقصة التعلب والنعجات، طفلة صغيرة عينها بتغمض خايفة تشوف في الحلم التعلب ولا الغول، كانت سرايا السندريلا هي الأقرب للأحلام ، لكن بعد سنين طويلة خرج الكابوس للواقع وسرد حكايات عن تعلب عدا وفات بين السرايات.
السرايا الأولى
غريبة الأيام لما تدي الهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه، كان يوم مش باين له شمس، قدام شاشة التليفزيون في إنصات شديد لبيان المستشار فاروق سلطان يوم 24 يونيو 2012، كأنه العزاء الرسمي لجمهورية مصر العربية، لحظة إعلان محمد مرسي، فخخ الله ثراه، رئيسا على بلدي الحبيبة، وكالعادة حلم الأعمى قفة عيون، ودي مكنتش قفة، كانت بلد مفتحة زي الوردة.
ولأن المذكور يا دوب خرج هربان من سور السجن في يوم ما يعلم بيه غير ربنا، كانت السرايا بالنسبة له حلم، مصدقش نفسه وجري عليه قبل أي مراسم، وبسرعة على سرايا الاتحادية، اللي هو قصر الرياسة، يلحق الكرسي قبل ما الناس تكتشف المصيبة، قصر الاتحادية كان قندق اسمه "جراند أوتيل" مملوك لشركة فرنسية افتتحته سنه 1910 كأول فندق فاخر ليها في أفريقيا، تصميم لمهندس بلجيكي، وكان حاجة فخيمة كده على أرض مصر.
قد إيه الجعان بيحلم بسوق العيش، وأفكار التعالب ظهرت في المستوى الفكري للسيد الدكتور رئيس الجمهورية، بعد ثورة كان هدفها تغيير صورة مصر التكية، الحمد لله نجحنا في الوصول إلى تحويل قصر الإتحادية إلى مزرعة بط مسكوفي تحت "إمرة" التعالب، ما هيّ بتحب الزفر كعادة أهل الطريقة الإخوانية العتيقة، فالشرعية بالملوخية كانت الوجبة الرئيسية داخل السرايا، بينما انتشرت التعالب في مشهد خارج أسوارها، السرايا حولها جنينة حيوانات حسب خطة تأمين حماية الشرعية.
السرايا الثانية
تاريخ مصر الحديثة بدأ من سرايا، بغض النظر عن مين وليه بناها لكن هو تاريخ البلد، بين السرايات كانت مكان جامعة القاهرة بكل تاريخها، تاني أقدم الجامعات المصرية، صرح للعلم في الشرق الأوسط كله، وفي ليلة وكأنها حواديت ألف ليلة تسمع حكاوي أحداث بين السرايات، متظاهرين، وخناقات، وأسطح منازل، وفيات، حواديت التعلب زادت وفاضت وكأننا في عالم آخر، كم العنف غير مبرر تجاه مين؟ وليه؟ محدش عارف.
المهم أنك تحزن على الجامعة والخراب اللي صابها وسط الأحداث، وبشهادات السكان عن تصرفات الإخوان، تستكشف إن عندهم عقده مؤكدة من السرايات، يمكن الرجوع بالزمن والحنين للصحرا، يمكن فيه نسب بينهم وبين التتار ! حد قالك شفت علم القاعدة ؟ أيوه قالوا شفنا، والقاعدة ليه مالها ومالنا ده إحنا في بين السرايات! قالك التعلب فات فات وفي ديله خراب واشتباكات، عاوز سرايات مصر تتحول كلها إلى مزارع للبط ومحلات لمنتجات الألبان.
حالة الإنكار بدأت من 29 يونيو الناس في الشوارع كانت طوفان قال كلمته، تسألهم شافوا الأعداد يقولولك خالد يوسف، أشك في نفسي ده أنا كنت في الشارع؟ الناس اللي حواليّ دول فوتوشوب! أيوه هو ده النظام ؟ والثورة وإرادة الشعب ؟ يقولك الشرعية الشرعية وكأنك مستهدف، لا مش كأنك ده أكيد أنت مستهدف، اللي بيحصل ده لازم يكون متزعمه ديفيد كوبرفيلد بنفسه لأنه هو الوحيد اللي ممكن يعمل حاجة ويحسسك إنها حقيقية، ده أخفى تمثال الحرية مش هايعرف يعمل 30 يونيو ويملالك الشارع ناس؟ لكن المؤكد في الموضوع إن السرايات ميسكنهاش تعالب.
السرايا التالتة
شفت علم القاعدة علي سطح البيت في إسكندرية، فيديو اتعرض عينك شافته، التعلب لما اتسحب أكل القطة؟ شفت العلم؟ شفت الولد على الأرض ضربوه على راسه ؟ شفت كل ده ! لا مشفتش محمود بريء وشهيد والفيديوهات تثبت!!
ملخص لحالة الإخوان على مدار الأيام حول تنفيذ حكم الإعدام في محمود رمضان الإرهابي صاحب فيديو سيدي جابر الشهير وأطفال الخزان، لكن أصحاب العلامة الصفرا مرضى الوهم عندهم هدف لتحويل الأمر في مصر لسرايا صفراء كبيرة، ومحاولة طمس الحقائق بنشر الوهم وتأصيله، وفتح البيبان لكل التعالب.
السلطان قلاوون بني "البيمارستان" في العباسية، اسمها كده يعني مستشفى والحقيقة كانت مجمع للمستشفيات، العباسية كانت مشهورة بجوها الصحي، وبالتالي كان المكان مناسب للعلاج في كل وقت، يقال إن السرايا كان اسمها السرايا الحمراء وبعدين احترقت، وفضل منها جزء دهنوه باللون الأصفر، ومن ساعتها اسمها السرايا الصفرا.
وأعتقد أن فيه حكمة تاريخية بليغة في اختيارهم للون الأصفر علامته مميزة، قدر مؤكد وعلامة من علامات ربنا تسألني ليه؟ أقولك من غير المعقول ان التعلب ياكل القطة وأقول مظلوم، بيكذب كدبه ويصدقها، فكر مختل عمل الإتحادية سرايا للبط وبين السرايات أم المعارك، وبيدافع عن إرهابي قاتل، تفتكر يقدر يسكن أي مكان في مصر غير السرايا الصفرا.