التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:46 م , بتوقيت القاهرة

المرأة ومجتمعاتنا العربية (1)

شهر مارس هو شهر المرأة، إذ تتجمع فيه عدة مناسبات عالمية ومحلية تخصها، فيوم 8 مارس يوافق اليوم العالمى للمرأة، ويوم 16 مارس يوافق يوم المرأة المصرية، والذى شهد مشاركتها فى أحداث ثورة سنة 1919م، كما يوافق يوم 21 مارس عيد الأم.

ومن المعروف أن وضع المرأة في أي مجتمع يعتبر هو أحد المعايير الأساسية لقياس درجة تقدمه كما تقول الدكتورة زينب رضوان في كتابها "المرأة بين الموروث والتحديث"،  لأنه لا يُتصور أن يتقدم مجتمع في عصرنا الحالي بخطى منتظمة مخلفاً وراءه النصف من أفراده في حالة تخلف، لأن المرأة لاتعيش في حالة انعزال عن الرجل لذلك فإن تخلفها لابد وأن ينعكس أثره مباشرة على تفكير الرجل ومسلكه.

ونظراً لأن موضوع المرأة ومساواتها بالرجل يُعد قضية شائكة في مجتمعاتنا العربية، لذا سنخصص عدة مقالات حول هذا الموضوع الهام والشائك.

اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الثامن من شهر مارس، وفيه يحتفل العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفي هذا اليوم تحصل النساء على إجازة من العمل في بعض الدول مثل  فلسطين والصين وروسيا كوب، والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، حيث نشأت فكرة  تخصيص يوم للمرأة، وإن كان بعض الباحثين يرجحون أن اليوم العالمي للمرأة تم تحديده على إثر حدوث بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

وتاريخ المرأة مع الاحتجاجات يرجع إلى عام1857 حيث خرجت آلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التي كن يُجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود"، طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.

ومُظاهرات الخبز والورود كانت هي النواة التي تأسست عليها حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، حيث انضمت لهذه الحركة العديد من نساء الطبقة المتوسطة وطالبن بالمساواة والإنصاف ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب.

ومن هنا بدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909، وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة.

غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة حيث تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وبالمساواة والعدالة الاجتماعية.

ماذا يقول الموروث الشعبي عن المرأة المصرية ؟

وماهي صورة المرأة في ذهنية الرجل الشرقي ؟

 

هذا ما سنناقشه في المقال المقبل.