التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:16 ص , بتوقيت القاهرة

تحقيق| مثقفون: عصفور أفسد الثقافة الجماهيرية والنبوي "إخوان"

تضاربت ردود الفعل حول إقالة وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، فالكارهون له شامتون للتغيير الوزاري، وبعض مواقع الأخبار تناقلت أخبار وقوع الوزير السابق في أزمة صحية فور سماعه لخبر التغيير الوزاري.


ويرى آخرون أن عصفور كان امتدادا لما أسموه فساد فاروق حسني، بينما يعتقد البعض أن جابر عصفور ساهم في إضعاف هيئات ثقافية مهمة، وهناك من استنتج بأن إقالته ترجع لكونه مهاجما شرسا للإسلام السياسي، ويحللون ذلك بأن المرحلة المقبلة تتطلب تقاربا بين القوى السياسية وهو ما لم يفعله عصفور.


 التحقيق التالي لـ"دوت مصر" يتناول آراء المثقفين حول أداء وأسباب إقالة الوزير جابر عصفور، ومخاوف حول اتجاهات الوزير الجديد  عبد الواحد النبوي.


خلافات جابر عصفور


قال المدير العام السابق لإدارة النشر بقصور الثقافة صبحي موسى: "إن التغيير الوزراري الذي حدث صباح الخميس كان معدا منذ فترة، لكن الحكومة تراجعت فيه مع بدء إجراءات الانتخابات، ومع توقف هذه الإجراءات بحكم القضاء الذي اعترض على توزيع الدوائر الانتخابية أصبح لابد من إحداث نوع من التغيير، وكان الدكتور جابر من أكثر الوزراء المرشحين لذلك بسبب خلافاته العديدة"، وأضاف موسى في تصريحات لـ"دوت مصر": "المدهش بالنسبة لي هو تغيير محمد إبراهيم وزير الداخلية، ويبدو أن حريق قاعة المؤتمرات كان السبب في إقالته وعجل بالتغيير الوزاري المحدود".


ويعتقد صبحي موسى أن هناك تعديلا وزاريا  جديدا مرتقبا بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.



عصفور الغير مرغوب فيه


الناقد شعبان يوسف أحد الذين تضرروا من إقالة عصفور، حيث لفت إلى بعض المخاوف في رسالة كتبها على صفحته عبر "فيس بوك" قال فيها وجهة نظره بحسب تعبيره، مشيرا لأنه ليس متأكدا من اتجاهات وزير الثقافة الجديد الدكتور عبد الواحد النبوي، ولا يستطيع أن يتحدث عن نظافتها من عدمها، وهو لا يعرف إنجازاته التى تتحدث عنها الأخبار.


ويعتقد يوسف أن السياسة المقبلة تعمل على التقريب بين النظام وجماعة الأخوان "2"، وهو ما وصفه بـ"الطبعة الجديدة والمعدلة لجماعة الأخوان المسلمين" بعد تقيلم أظافرهم، وبما أن جابر عصفور هو أحد وجوه العداء المطلق لكل جماعات الإسلام السياسي المتطرف.


شعبان يوسف التمس الأعذار لأخطاء جابر عصفور وقال: "بغض النظر عن أي أخطاء وقع فيها جابر عصفور لارتباك آلة الدولة والحكومة نفسها، فإقالة جابر عصفور تصبح مطلبا شديد الوجوب في الحكومة المقبلة، لتنفيذ سياسة المصالحة بين الدولة وبين جماعات الإسلام السياسي، التي مازالت موجودة وممثلة وتعمل على قدم وساق بقيادة حزب النور".


ويرى يوسف أن  الإطاحة بجابر عصفور خطوة لتنظيف الحكومة من أي عنصر معاد ضد المصالحة، محذرا من الأخبار التي تقول بأن الدكتور النبوي متخرج من جامعة الأزهر.


في سياق متصل كان لصبحي موسى تحفظ على آراء شعبان يوسف، وهو لا يراها بتلك الحدة والسوداوية.


عندما سألنا موسى عن تلك المخاوف قال: "أنا عن نفسي سعيد بمجيء عبد الواحد النبوي على مستويين، الأول أنه لم يصل بعد إلى العقد الخامس من العمر، بما يعني أنه روحيا سينتمي سن الشباب وسيعتمد عليهم، وهو ما سيحدث طفرة في تقديم أسماء جديدة ووجوه وأفكار جديدة، الأمر الآخر أن من خارج حلقة أبناء فاروق حسني، أي أن ترتيبات التربيطات والمحسوبيات لديه سوف تقل، وقد نشهد خروجا لعدد كبير منهم من مناصبهم، وقد يسعى إلى مواجهة حقيقية مع أبناء هذه الحلقة".


الوزير القادم من قطر


أشار صبحي موسى إلى تحفظه فيما يتعلق بأمرين الأول أن الوزير النبوي هو التلميذ النجيب لدكتور صابر عرب، وأنه أزهري أيضا، بما يعني أنه صاحب ثقافة محافظة، وأنه روحيا ينتمي إلى التيارات المحافظة أكثر من التيارات التنويرية، وتابع: "يزيدني الأمر دهشة حين أعلم أنه قادم إلينا من قطر، وأنه طيلة مدة عمله هناك لم تحدث له مضايقات من نظام داعم للإخوان".


وذكر أننا في النهاية نقف أمام تساؤل ضخم سيحسمه  الدكتور عبد الواحد بنفسه من خلال إنجازاته واختياراته ورهاناته.


 


ضعف إدارة هيئة قصور الثقافة


الناقد محمد كشيك ورئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث السابق، أوضح بأن الطريقة التي اتبعها الدكتور جابر عصفور، كانت ستؤدي حتما إلى إقالته.


كشيك أكد أنه يعرف عصفور شخصيا منذ فترة طويلة، واتهمه بأنه يسر على خطى فاروق حسني تماما، خطوة بخطوة، مضيفا: "يبدو أنه لم يع الثورة جيدا" وتابع: معظم الخطوات التي قام بها كانت تعمل في غير صالحه، والدليل هو حال الثقافة الجماهيرية التي وصلت إلي أسوأ أحوالها في عهده، فحينما اختار مسعود شومان، رئيسا لهيئة قصور الثقافة لم يعجبه فأقاله، وأتى بآخر، لكنه  بمقياسه الشخصي لم يعجبه أيضا، وأصبحت الهيئة موئلا للتجارب، فضاعت كلها، وبقي الموظفون لا يدركون السر في قيام بعض الأنشطة، واختفائها.


كشيك لفت إلى أن عصفور حاول إلغاء إدارة النشر بقصور الثقافة، لكن محاولاته باءت بالفشل، كشيك اتهم عصفور أيضا بأنه أضعف إدارة من أهم إدارات الهيئة، ولم يقدم البديل، كل هذا بالإضافة إلى مرضه الشديد الذي كان يجب عليه أن يرتاح قليلا.


 


النبوي ومطالب محمد مرسي



وأشار كشيك إلى أنه التقى بالدكتور عبد الواحد النبوي في أحد المرات، وعلم أنه كان رئيسا للهيئة العامة للوثائق القومية، وكان معتدا بنفسه، ورفض طلبات عديدة للرئيس الأسبق محمد مرسي، وفرض كلمة الهيئة عليه بغير أن يفرط  في نفسه.


الثقافة.. أمن قومي


وعن الجدل الحاصل حول إقالة عصفور وتقليد منصب وزير الثقافة  للدكتور عبد الواحد النبوي، قال سامح محجوب رئيس تحرير قناة النيل الثقافية لـ"دوت مصر" من الضروري أن نودع فكرة الفرد الذي يدير المؤسسة، مؤكدا أننا في مرحلة المؤسسة التي تدير الأفراد، وأضاف  محجوب قائلا: "نحن في توقيت حساس جدا واختيار وزير الثقافة بدقة أمر ضروري باعتبار الثقافة أمن قومي، وينبغي أن يقوم دور الثقافة على الوعي والتنوير والإشعاع الحضاري ولا ينبغي أن تقتصر الثقافة على إلقاء المحاضرات وتنظيم الندوات ومناقشة الكتب"، مشددا على أهمية تماس الثقافة بالناس في المرحلة المقبلة.


وعن خلفية وزير الثقافة الجديد الدكتور عبد الواحد النبوي الأزهرية قال محجوب: "لا تعنيني مرجعية الوزير مادام هناك استراتيجية".


محجوب طالب بأن تقوم وزارة الثقافة بتفكيك الدوائر الشللية بداخلها والتخفيف من تعيين الموظفين دون داع بداخل الوزارة.