نحن لا نزرع الـ"ريد هيد"
يقول الآيرلنديون: إذا قابلت امرأة ذات شعر أحمر، فاعلم أنك على وشك مقابلة حشد من البشر!
بالحديث عن الأقليات، يجب ذكر أصحاب الشعر الأحمر. الأحمر هو لون شعر المحظوظين والمحظوظات، فالجين المسؤول عن الشعر الأحمر " MC1R " هو جين متنحي Recessive وليس سائدًاDominant ، لذا فقد يظهر الشعر الأحمر عند أحد أفراد عائلة لا يظهر في أجيالها المتتالية اللون الأحمر على الإطلاق. ولكن يسبقهم في المرتبة أصحاب الشعر الأحمر والعيون الزرقاء؛ فهم أكثر البشر ندرة، فدمج اللون الأحمر للشعر مع اللون الأزرق للعيون هو جينيا الأقل قابلية للظهور بين البشر.
2 % فقط من سكان العالم هم من ذوي الشعر الأحمر، ويتكثف العدد الأكبر من ذوي لون الشعر المميز هذا في اسكتلندا، على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الأيرلنديين هم أصحاب الشعر الأحمر.
ردًا على فيلم وثائقي يتناول العنصرية ضد المثليين جنسيًا في روسيا، قارنت السفارة الروسية الفوبيا من المثلية الجنسية في بلادها باضطهاد ذوي الشعر الأحمر في بريطانيا، مؤكدة أن أصحاب الشعر الأحمر في بريطانيا يتعرضون للتحرش اللفظي والجسدي أيضًا.
"الريد هيد" بين التاريخ والأدب
يصف مارك توين الـ"ريد هيدز" أو ذوي الشعر الأحمر قائلًا: إنه على العكس الإنسان المنحدر من القرود، ينحدر نسل ذوي الشعر الأحمر من القطط. وفي عصر آخر تماما، بجانب حساسيته من اليهود، والمثليين، وفئات أخرى كثيرة، يُروى عن أدولف هتلر أنه حظر زواج ذوي الشعر الأحمر بغيرهم لمنع احتمالية انحراف الذرية جينيا.
ويقال عن ذوي الشعر الأحمر إنهم ذوو مزاج حاد ومتوتر - وقد يرجع هذا للتمييز الذي يحدث ضدهم- إلى الحد الذي أدين فيه رجل آيرلندي بالسلوك غير المنضبط، وتأكد القاضي في المحاكمة من هذه التهمة فقط لأنه يعتقد أن لون الشعر له تأثيره على الطباع والصفات. وكان ذلك في العصر الحديث، وتحديدًا في عام 2001، وهذا يذكرنا بالنظرية الغريبة للعالم الإيطالي لومبروزو بخصوص شكل المجرم.
أما في العصور الوسطى، فاعتقَد الرومان أن الشخص صاحب الشعر الأحمر هو مصاص دماء محتمل، ومن ناحية أخرى كان العبد الأحمر الرأس هو الأغلى بين أقرانه إلى حد أن أصحابهم كانوا يستوردون الشعور المستعارة حمراء اللون من شمال أوروبا من أجل أن يرتديها العبيد فيزداد سعرهم.
وعلى الرغم من جاذبيتهم، لم يحتفِ الأدب أيضًا بأصحاب الشعر الأحمر كما ينبغي، على العكس، فمثلًا اليهودي الجشع شيلوك في "تاجر البندقية" لويليام شكسبير، وهو الشخصية الخيالية الملعونة في تاريخ الأدب، يذكر أنه قام بأداء دوره على المسرح ممثلون يرتدون الشعور المستعارة الحمراء من أجل أن يبدون أشرارًا. أما تشارلز ديكنز فوصف رئيس العصابة "فاجن"، أحد شخصيات العمل الأدبي "أوليفر تويست"، بأنه ذو شعر أحمر.
الاحتفال بيوم الشعر الأحمر:
وعلى عكس إهمال التاريخ والأدب، يحتفي الحاضر بهم. من اليوم الرابع إلى اليوم السادس من سبتمبر، تحتفل هولندا، وتحديدا مدينة بريدا، في يوم مفتوح ومجاني للجميع، بذوي الشعر الأحمر في أجواء مبهجة ونشاطات متنوعة. ينتج عن هذا اليوم الآلاف من الصور الفوتوغرافية للمشاركات والمشاركين في المهرجان. في الأساس بدأت الفكرة حين قرر أحد الرسامين أن يصنع 15 لوحة (بورتريه) لسيدات ذوات شعر أحمر، وحين أعلن عن حاجته لمتطوعات، وبدلا من 15 متطوعة، تقدم للطلب حوالي 150 سيدة شعرها أحمر. وكان هذا هو أول يوم للاحتفال بالشعر الأحمر عام 2005.
حقائق طبية وعلمية.. مظهر جذاب وحظ مختلف
أصحاب الشعر الأحمر تختلف تجاربهم مع الشعور بالآلام عن باقي سكان الكوكب. فالجين المسؤول عن اللون الأحمر للشعر مرتبط بمستقبلات الآلام بشكل ما، وأثبتت بعض الدراسات أن أصحاب الشعر الأحمر في حاجة إلى جرعات تخدير مختلفة في الإجراءات والعمليات الجراحية.
ومن ناحية أخرى، يصنع أصحاب الشعر الأحمر فيتامين "د" الخاص بهم لأن بشرتهم الرقيقة الفاتحة اللون أكثر امتصاصًا لأشعة الشمس. ولأن الجين المسؤول عن اللون الأحمر هو جين متنحي، ولأن الجينات المتنحية عادةً ما تأتي أزواجًا، فأصحاب الشعر الأحمر هم الأكثر احتمالية أن يولدوا عُسْر، أي يعملون دائمًا بيدهم اليسرى. كما أنهم أصحاب الشعر الأقل كثافة بين البشرية جمعاء، ولا يصيبهم الشيب بسهولة، فالشعر الأبيض يظهر في رؤوسهم متأخرًا عن الباقين، فهو يمر بطور الشعر الأشقر أولًا ثم يتحول إلى الأبيض فيما بعد.
لكِ سيدتي:
على الجانب الآخر، لون الشعر الأحمر الطبيعي هو أكثر الألوان التي لا تقبل الصبغة بلون آخر، فاللون الأحمر قوي جدًا، و يظل الشعر محتفظًا بلونه بشدة وحتى إذا تم وقبِل لونًا آخر فيكون ضيًا خفيفًا بعد محاولات لتفتيح الشعر أولًا، وهو ما قد يدمره نظرًا لأن الشعر الأحمر بطبيعته ضعيف وحساس جدًا. ولكن لماذا قد تضطرين إلى تغيير لونه الأحمر؟
يقال إن هناك نوعين من البشر، شعرهم أحمر، وآخرون يشعرون بالغيرة من ذوي الشعر الأحمر، أما المصريات المتطلعات إلى هذا اللون الجميل فأنصحهن بالابتعاد عنه حيث إن مياه الصنبور في مصر غالبًا ما تقضي على لون الصبغة الحمراء وتحول اللون إلى برتقالي قبيح غير محبب للعين.