الكلب.. قدسه الفر اعنة ومدحه العرب وذبحه المصريون
يعد اسم "الكلب" من أكثر أسماء الحيوانات، استخداما في قاموسنا العربي، ويعود ذلك إلى أن الكلب من أقدم الحيوانات التي استأنسها البشر منذ ما يزيد عن 32 ألف سنة في أوروبا، وفق بحث أجراه أستاذ في جامعة توركو في فنلندا عام 2013.
حضر الكلب بشكل ملفت في النقوش الفرعونية القديمة، واستخدمه الفراعنة لصيد الظباء والطرائد الأخرى، وفي الحراسة بل وفي الحرب، واتخذوا ابن آوي "كلب مهجن من أنثى كلب وذكر ذئب" إلها -أنوبيس - صنعوا له تماثيل على شكل كلب رابض أو في وضع مزدوج متقابل، أو على هيئة إنسان برأس كلب، التي لم تكن "سبة" وقتها.
فيما حملت قبائل ورجال لهم شأن عظيم في الجزيرة العربية، قبل ظهور الإسلام، مشتقات من أسماء الكلب: قبيلة أكلب بن ربيعة، قصي بن كلاب سيد قريش وجد النبي محمد، وكليب بن ربيعة سيد قومه قبيلة تغلب.
وورد ذكر الكلب في القرآن في ثلاثة مواضع: في الآية الرابعة من سورة المائدة "يسألونك ماذا احل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتهم من الجوارح مكلبين.."، والآية "176" من سورة الأعراف: "مثله كمثل الكلب إن تتركه يلهث وإن تحمل عليه يلهث"، والآيتين "18 و 22" من سورة الكهف، التي لعب فيها دور البطولة بجانب أصحاب الكهف النيام.
وأفرد الجاحظ مساحة كبيرة للكلب في الجزء الأول من كتابه "الحيوان"، ووصفه قائلا: "الكلب ألوف وصاحب ديار، وبه يُضرب المثل.. الكلب منافعه فاضلة على مضاره، بل هي غالبة عليها وغامرة لها.. الكلب وفي مناصح".
ونجد الشاعر العربي "أبي نواس" يرثي كلبه قائلا
يا بؤس كلبي سيد الكلاب قد كان أغناني من العقاب
وكان قد أجزى عن القصاب وعن شراء الجلب الجلاب
إذا ذكر الكلب ذكر الوفاء، إلا أنه كان حاضرا في عدد من الأمثال الشعبية المصرية المشهورة، ولكن في صور سلبية:
إن كان لك عند الكلب حاجة قله يا سيدي
بنى آدم فيه طبع والطبع فيه غالب ديل الكلب ما ينعدل لو علقت فيه قالب
الجنازة حارة والميت كلب
أبويا الكلب وطا بى وجوزي السبع علا بي
اقطع راس الكلب وارميها و اللى فيه خصلة ما يخليها
البدرية بتولد خروف والكلبة بتولد ألوف
كلب داير ولا سبع نايم
كما حضر بقوة في الأمثال العربية:
جوع كلبك يتبعك
الكلاب تعوي والقافلة تسير
لو كل كلب عوي ألقمته حجرا... لأصبح الصخر مثقالا بدينار
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
وبعد واقعة ذبح كلب شارع الأهرام في شبرا الخيمة، عندما ربط عدد من الشباب كلبا في أحد الأعمدة، وبدأوا في طعنه بالسكاكين حتى الموت، وذلك بسبب قيامه بـ"عضّ" أحدهم، بعد مشاجرة بينه وبين صاحب الكلب، حول عدد من المغردون السُبة المصرية ذائعة الصيت: "يا ابن الكلب"، إلى "يا ابن البني آدم".